سادس موسم كروي ينتهي على وقع الفوضى والفضائح
الاحتراف بريء من البطولة الجزائرية
انتهت بطولة الرّابطة المحترفة الأولى بكمّ كبير من الفضائح والفوضى، التي تمنح مؤشرات قوية على أن الاحتراف الذي دعت إليه الاتحادية فاشل بكل المقاييس، وبأن الأطراف الفاعلة
في المشهد الكروي تُقدّم صورة بائسة وتعيسة عن كرة القدم الجزائرية، التي طغى عليها كل ما هو سلبي وغطّى على كل ما يمكن وصفه بالإيجابي، أو أي مسعى للتخلّص من النموذج السيّئ، فقد شهد الموسم الكروي إقالات واستقالات للمدربين وخمس حالات تعاطي للمخدرات واحتجاجات كبيرة على الحكّام وحديثا متواصلا عن البيع والشراء.
قبل سنتين عن انتهاء مهلة مرافقة الدولة له
الاحتراف في الجزائر نموذج سيّئ
لم يختلف الموسم الكروي المنقضي، في سادس سنة للاحتراف، عن بقية المواسم الخمسة السابقة، وأسقطت الفضائح والفوضى قسرا عن الجماهير الرياضية حق الاستمتاع بالفرجة الكروية التي تعتبر في كل بطولات العالم تقريبا الواجهة التي تُسوّق بفضلها أجمل صور عن التنظيم والنظام والأخلاقيات التي تحفظ القيم وتضمن تحسين المستوى الفني، وتجعل من أي مشروع رياضي ناجح نقطة انطلاق صحيحة لنجاح المشروع الاقتصادي للنوادي.
حتى وإن كان المستوى الفنّي للمباريات في الرابطة المحترفة الأولى في الموسم الكروي الأخير أفضل من مباريات الموسم الماضي، إلاّ أن أهم الأطراف الفاعلة في لعبة كرة القدم، ونعني بها اللاّعبين والمدرّبين ومسيري النوادي بدرجة خاصة، رفضت رفضا قاطعا أن تكون طرفا فاعلا في نجاح مشروع الاحتراف الذي أطلقته الاتحادية، قبل ستة مواسم، بطريقة ارتجالية تلفها الشعبوية، فالموسم الكروي الأخير لم يكن ليضمن استقرارا على مستوى العارضة الفنية لكل النوادي تقريبا، بدليل تسجيل 35 حالة ما بين إقالة واستقالة للمدرّبين. كما أن الجانب المالي لنواد محترفة تبحث فقط عن تمويل الدولة والسلطات المحلية بما يجعلها رافضة التخلّص من رواسب التسيير الهاوي، جعل الوضع يُراوح مكانه بشأن الديون المتراكمة جرّاء الرواتب الخيالية الممنوحة للاّعبين، والتي تفوق أصلا الإمكانات المالية للأندية، وهو الوضع الذي عبّد الطريق نحو انتفاض اللاّعبين أنفسهم وجعل مشهد الإضرابات الأهم في فصول موسم كامل زاده آفة جديدة هي الأخطر، إلى جانب العنف في الملاعب، كون انتشار المخدرات وسط اللاّعبين، يضرب مصداقية الكرة الجزائرية في الصميم، ويجعل أفقها مظلما في وقت لم يعد باقيا من الوقت لانتهاء مرافقة الدولة للاحتراف سوى سنتين.
الاحتراف، بالصورة التي تقدّمه النوادي الجزائرية، مؤشّر واضح على أننا نسير في الاتجاه المعاكس، ويؤكد الوضع بأن التجربة أثبتت بأن من يتحكّمون في شؤون كرة القدم الجزائرية فاقدون لأدنى المقوّمات التي تسمح بالاحتفاظ ببصيص الأمل في الارتقاء إلى مصف الكبار في عالم التسيير الاحترافي، ما يجعل، في النهاية، هذا المشروع الاحترافي الذي دعت إليه “الفاف” بريئا من هؤلاء الذين يريدونه نموذجا سيئا ستتخذه مختلف الاتحادات عبر العالم كمثال للحديث عن أي مشروع فاشل.