ملامح إعلان حالة الجفاف ترتسم
أدى الشح في تساقط الأمطار إلى استفسار الحكومة التي ينتظر أن تعلن عن حالة الجفاف رسميا بعد شهر من الآن، في حال تواصل تراجع منسوب المياه عبر العديد من السدود الممونة للمدن الكبرى بمياه الشرب. حيث ورغم التساقط الأخيرللأمطار إلا أنها تبقى سطحية مقارنة بنسبة التساقط الفصلي. كما أصبح هاجس الجفاف يلاحق بدوره المواطن الذي سارع إلى أخذ احتياطاته باقتناء خزانات المياه.
الحكومة ستعلن عنه في أفريل الجفاف
حددت الحكومة بداية أفريل لدراسة إمكانية إعلان حالة الجفاف من عدمه، بعد تقديم تقرير وزارة الموارد المائية حول نسبة امتلاء السدود وتقدير كمية المخزون فيها بنحو 4,62 مليار م3 عبر السدود الـ65 قيد الاستغلال بالجزائر، ما يعادل نسبة امتلاء في حدود 67,65٪، وحددت وزارة الفلاحة بداية أفريل أيضا لتقييم الموسم الفلاحي، بحسب ما أكده مصدر من الوزارة.
بدأت ملامح إعلان حالة الجفاف ترتسم في الأفق، وإمكانية إقرار مخطط التوزيع الساعي للماء، مثلما كان معمولا به في التسعينات، بسبب تراجع كميات المياه المخزنة عبر أغلب السدود.
وستكون العاصمة أول المتضررين من إعلان حالة الجفاف بسبب تراجع مخزون المياه بسدود قدارة وتاقصبت الممولين الرئيسيين للعاصمة والمناطق المجاورة لها بالمياه الصالحة للشرب، إذ تصب مياه تاقصبت بتيزي وزو في سد قدارة ومن ثم الحميز بالعاصمة.
وقد تحصلت “الخبر” على إعلان من مديرية الموارد المائية لتيزي وزو موجه إلى المواطنين، أخطرتهم بالشروع في عملية تقنين توزيع مياه الشرب بالولاية التي تعد ثالث أكبر تجمع سكاني في الجزائر بعد ولايتي العاصمة وسطيف، بسبب تراجع منسوب المياه بسد تاقصبت جراء نقص تساقط الأمطار، بأكثر من مليون نسمة، في وقت سيطال الإجراء أيضا العاصمة في حالة الشروع في تطبيق هذا الإجراء على سكان تيزي وزو.
ورغم تأكيد وزارة الموارد المائية أن كميات المياه المحققة عقب التساقطات المطرية الأخيرة، أضافت حوالي 8 ملايين م3، أزيد من 60٪ لسدود شرق البلاد، وبلوغ احتياطيات سدود منطقة الوسط التي تضم 12 سدا 1,04 مليار م3، أي نسبة امتلاء عند 64,42٪، فإنها غير كافية لسد احتياجات السكان للصيف المقبل.
في وقت بلغت احتياطيات سدود منطقة الشلف الـ17 الممونة لسكان الغرب وبعض مناطق الوسط، ما يعادل 898,42 مليون م3 نسبة امتلاء 52,56 بالمائة، مقارنة مع 667,23 مليون م3 التي تخزنها 13 سدا الموجودة في منطقة غرب البلاد، ونسبة امتلاء عند 65,92٪. أما سدود المنطقة الشرقية الـ23 فقد سجلت أعلى كمية امتلاء قدرت بملياري م3 بنسبة بـ80,10٪.
وتتناقض التصريحات التي أدلى بها وزير الموارد المائية، عبد الوهاب نوري، أول أمس، حول إمكانية الإعلان عن حالة الجفاف، مع تصريحات سابقة، حيث صرح أن المخزون الحالي للسدود سيمكن البلاد من مواجهة العجز المترتب عن نقص الأمطار وسيكفي لسد الاحتياجات لمدة عامين أو أكثر، داعيا إلى الترشيد في الاستعمال.