اتفاق باريس حول التغيرات المناخية يشكل فرصة للجزائر لتطوير الطاقات المتجددة
أكد الخبير الدولي في شؤون البيئة و التنمية المستدامة و التنوع البيئي احمد جغلاف امس الأربعاء بالجزائر العاصمة أن اتفاق باريس حول التغيرات المناخية الذي سيعطي “دفعا قويا” لصناعة الطاقات المتجددة يشكل فرصة للجزائر التي تتوفر على مؤهلات هامة في هذا المجال.
و قال السيد جغلاف خلال مائدة مستديرة نظمها المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة أن “اتفاق باريس يعد دفعا قويا لصالح صناعة الطاقات المتجددة و أن هذا القطاع كان ينتظر إشارة و التي تجسدت من خلال التزام الدول خلال هذه الندوة”.
و أوضح السيد جغلاف الذي ترأس مناصفة اللجنة الدولية حول التغيرات المناخية التي سبقت ندوة باريس أنه “من الواضح الآن أن العالم سيتوجه نحو الطاقات المتجددة”.
و ذكر نفس المتحدث أن 330 مليار استثمرت في هذه الطاقات النظيفة سنة 2015 مع توقع بلوغ اكثر من 1000 مليار دولار سنة 2020 تاريخ دخول هذا الإتفاق حيز لتنفيذ.
و اعتبر السيد جغلاف ان هذا التوجه نحو الطاقات المتجددة يعد فرصة بالنسبة للجزائر التي يجب أن تؤمن انتقالها الطاقوي للتحضير لما بعد النفط.
و بالتالي فإن الطاقة الشمسية تعد حسب نفس المتحدث موردا هاما يجب تطويره في الجزائر التي تتوفر على قدرات تتمثل في حوالي 2500 ساعة من التشمس سنويا و هو عدد يفوق بكثير نسب بلدان أخرى كألمانيا (800 ساعة) التي تعد الرائد العالمي في مجال الطاقة الشمسية.
و في هذا الإطار أبدت الجزائر في ندوة باريس حول التغيرات المناخية نيتها في تطوير هذه الطاقة و إنتاج الكهرباء من أجل تغطية حاجياتها و تصديرها نحو إفريقيا.
من جهته سيساهم المنتدى الإفريقي للطاقات المتجددة الذي ستحتضنه الجزائر ابتداءا من سنة 2016 أو 2017 في بلوغ هذا الهدف.
و جاءت فكرة احتضان المنتدى الإفريقي للطاقات المتجددة خلال ندوة باريس حول التغيرات المناخية بمبادرة من الجزائر. و سيعرف هذا المنتدى الذي سينظم بإحدى مدن الجنوب الجزائري مشاركة القادة الأفارقة و ممثلين عن المجموعة العلمية و مسؤولي الشركات الدولية المختصة في الطاقات المتجددة.
كما سيكون هذا المنتدى الإفريقي “فضاءا لعرض التجارب و آخر الابتكارات التكنولوجية المرتبطة بهذا المجال” حسبما أكده الوزير الأول عبد المالك سلال في خطابه بمناسبة انعقاد ندوة باريس.
و أوضح السيد جغلاف أن تمويل مثل هذه المشاريع سيكون من خلال الشراكة في إطار “أصدقاء المرافقة و الطموح الجزائري في مجال الحد من التغيرات المناخية التكيف” و هي مبادرة أخرى للجزائر كمال قال.
و قال السيد سلال خلال ندوة باريس “نشجع شركائنا في الشمال و الجنوب على الانضمام في إطار أصدقاء مرافقة الطموح الجزائري”.
و بتوجهها نحو إفريقيا لتغطية حاجياتها في مجال الكهرباء قد تصبح الجزائر رائدة على الصعيد الإفريقي في مجال الطاقات المتجددة.
الغاز الطبيعي جسر للانتقال الطاقوي
و لضمان الانتقال الطاقوي للجزائر يرى السيد جغلاف أن الغاز الطبيعي يشكل الجسر “المثالي” للانتقال نحو أي اقتصاد معتدل فيما يخص الكاربون.
و أشار إلى ما قد تدره الشراكة مع الهند الذي يعد ثالث بلد في العالم من حيث التقليص من الكاربون إن قررت تشغيل مصانعها بالغاز الطبيعي كمورد طاقوي نظيف مقارنة بالطاقات الاحفورية.
و قال قي هذا السياق “يجب توجيه تعاوننا نحو هذا النوع من الشراكة التي تعود بالفائدة على الطرفين”.
و أضاف أن “الغاز الطبيعي يعد جسرا للانتقال من الطاقات الاحفورية الملوثة مثل النفط إلى الطاقات المتجددة”.
و يعد الغاز الطبيعي الطاقة الاحفورية الأقل تلويثا بنسبة 20 بالمائة من الانبعاث المسببة للاحتباس الحراري مقابل 37 بالمائة بالنسبة للنفط و 43 بالمائة بالنسبة للفحم.