قوجيل: الجزائر مستقلة في قراراتها ولن تسمح بالتأثير على سيادتها

أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، على ضرورة ترسيخ المحطات التاريخية التي شهدت تضحيات الجزائريين وبطولاتهم الخالدة، مشيرًا إلى أن الجزائر اليوم تمارس سيادتها الكاملة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي.
جاءت تصريحات قوجيل خلال ندوة نظمت بكلية الحقوق بجامعة الجزائر 01 ببن عكنون، تزامنًا مع إحياء اليوم الوطني للشهيد والذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات. وأوضح أن إحياء هذه المناسبات يمثل التزامًا راسخًا بالحفاظ على الذاكرة الوطنية، بدءًا من مجازر ماي 1945 وصولًا إلى ثورة التحرير المجيدة.
وفي هذا السياق، ندد قوجيل بمحاولات بعض الأطراف، خاصةً اليمين الفرنسي المتطرف، الساعية إلى طمس وتشويه التاريخ الجزائري، مشيرًا إلى الجرائم التي ارتكبتها منظمة الجيش السري الفرنسي (OAS) خلال فترة الاستعمار.
أشاد رئيس مجلس الأمة بالخطوات التي اتخذها الرئيس عبد المجيد تبون للحفاظ على الذاكرة الوطنية، خصوصًا من خلال التعديلات الدستورية لعام 2020. كما ثمن الإنجازات الاستراتيجية، مثل مشاريع محطات تحلية مياه البحر في وهران وتيبازة وبجاية، التي تم تنفيذها بقدرات جزائرية محضة، ما يعكس مدى استقلالية القرار الوطني.
وأكد قوجيل أن الجزائر اليوم باتت قوة مستقلة سياسيًا واقتصاديًا، خالية من أي التزامات مالية خارجية، وتمارس سياسة خارجية متوازنة أكسبتها احترام المجتمع الدولي.
موقف حازم من قضية الصحراء الغربية
وفيما يتعلق بالصحراء الغربية، استنكر قوجيل اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الإقليم، مشددًا على أن الشعب الصحراوي يمتلك حقه المشروع في تقرير مصيره، وأن الاحتلال المغربي يمثل امتدادًا للأنظمة الاستعمارية القديمة والجديدة. كما أوضح أن الجزائر تفرّق بين الشعب المغربي الشقيق والنظام الحاكم في الرباط.
وأشار إلى دور الجزائر الفاعل في دعم القضايا العادلة على المستوى الدولي، من خلال مشاركتها في اجتماعات الأمم المتحدة وقمم الاتحاد الإفريقي، مؤكدًا أن “الجزائر هي إفريقيا وإفريقيا هي الجزائر”، في إشارة إلى موقعها الريادي في القارة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، دعا قوجيل إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطيني حول رؤية تفاوضية موحدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مستلهمين تجربة الثورة الجزائرية في نضالها ضد الاستعمار.
واختتم رئيس مجلس الأمة تصريحاته بالتأكيد على أن الجزائر لن تسمح لأي جهة خارجية بفرض أجندتها عليها، بل ستظل متمسكة بمبادئها في دعم الشعوب المستضعفة، مع احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.