الدولي

الجزائر تحسم المعركة دبلوماسيا.. والمغرب يخرج بخيبة مدوية

استطاعت الجزائر فرض إرادتها في الاتحاد الإفريقي، بعد أن فازت مرشحتها السفيرة سلمة مليكة حدادي بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، متفوقة على المرشحة المغربية لطيفة أخراباش، رغم المحاولات الحثيثة من المغرب لعرقلة هذا النجاح.

لم يكن هذا الفوز مجرد تفوق عددي، بل كان تجسيدا لاستراتيجية جزائرية مدروسة أثبتت مرة أخرى أن الدبلوماسية القائمة على المبادئ والمصداقية تنتصر دائما على أساليب المناورة والتأثير المشبوه.

ومنذ البداية، كان واضحا أن المغرب لم يكن يسعى إلى الفوز بقدر ما كان يحاول منع المرشحة الجزائرية من الوصول إلى المنصب.

فقد حاول بكل الوسائل التأثير على الأصوات الإفريقية، من خلال تقديم إغراءات مالية ووعود سياسية، في محاولة لإقناع الدول بالتصويت ضد الجزائر.

غير أن حنكة الدبلوماسية الجزائرية أفشلت كل هذه التحركات، حيث اعتمدت الجزائر على مقاربة واضحة قائمة على الحوار والاحترام المتبادل، ما عزز ثقة الدول الإفريقية بها، ومنح مرشحتها دعما واسعا في الجولات الانتخابية المتتالية.

وفي السياق ذاته، شهدت الانتخابات مراحل حاسمة، حيث انسحبت ليبيا في الجولة الأولى، ثم أُقصيت مصر في الجولة الثالثة، لتبقى المنافسة بين الجزائر والمغرب.

وفي الجولة السادسة، خسرت المرشحة المغربية أمام سلمة مليكة حدادي، التي فازت في الجولة السابعة بأغلبية ساحقة.

هذا الفوز لم يكن مجرد نتيجة لصناديق الاقتراع، بل كان انتصارا لقيم الجزائر القائمة على الدفاع عن القضايا العادلة في إفريقيا، وهو ما جعلها تحظى بدعم كبير من الدول التي ترى فيها شريكا موثوقا ومخلصا لمبادئ الاتحاد الإفريقي.

ما عزز من هذا النجاح هو الدور الكبير الذي لعبته الدبلوماسية الجزائرية بقيادة وزير الخارجية أحمد عطاف، الذي قام بجولات دبلوماسية مكوكية ومكثفة في العواصم الإفريقية خلال الأشهر الماضية، مقدما رؤية الجزائر الواضحة لمستقبل الاتحاد الإفريقي.

كما كان لحضور الرئيس عبد المجيد تبون شخصيا في قمة أديس أبابا أثر كبير في ترسيخ ثقة القادة الأفارقة في الجزائر، خاصة بعد إعلانه عن مساهمة الجزائر بمليون دولار في دعم آلية التقييم الإفريقية، ما أكد التزام الجزائر العملي بدعم العمل الإفريقي المشترك.

وفي المقابل، خرج المغرب من هذه الانتخابات بانتكاسة دبلوماسية جديدة، حيث فشلت كل محاولاته في شراء التأييد أو التأثير على النتائج، حيث عاد وفده إلى الرباط محملا بخيبة جديدة، بعدما تبين أن إفريقيا لا تشترى بالمال، بل تكسب بالاحترام والمصداقية، وهو ما نجحت فيه الجزائر بامتياز.

وفي الاخير، هذا الانتصار الجزائري لم يكن مجرد نجاح انتخابي، بل هو تأكيد جديد على أن الجزائر تبقى قوة دبلوماسية حقيقية في القارة الإفريقية، وأن سياساتها المستندة إلى المبادئ تحظى بثقة واسعة.

لقد أثبتت الجزائر أن تأثيرها في القارة ليس وليد المصالح الضيقة أو الصفقات المشبوهة، بل نتيجة لعقود من الالتزام والدفاع عن حقوق الشعوب الإفريقية.

هذا الفوز يرسخ موقع الجزائر كفاعل أساسي في مستقبل القارة، ويؤكد أن الدبلوماسية الجزائرية لا تزال رقما صعبا في المعادلة الإفريقية.

المصدر
ألجيريا برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى