الجزائــر “تفجّــر” مرمــى تنزانيا والوضــع في ملعـب تشاكــر يقلـق بان كي مــون
فجر زلزال “الخضر” الذي هز شباك منتخب تنزانيا في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، بسبع درجات على سلم الأهداف، مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات “متفاجئة” من الفوز العريض لكتيبة المدرب غوركوف الذي نقل معنوياتهم في 3 أيام من تحت الأرض إلى السماء السابعة.
المتابع لتعليقات الفايسبوكيين قبل وبعد المباراة التي ضمن بها “الخضر” التأهل إلى دور المجموعات لمونديال روسيا، يكتشف “تقلبات” مزاج الجمهور الرياضي الجزائري، فمن التشكيك في قدرة أشبال رفقاء العائد ياسين إبراهيمي بتحقيق نتيجة إيجابية بعد الأداء الباهت جدا أمام نفس الفريق قبل 3 أيام فقط، والمطالبة برحيل المدرب وتعويضه بمواطنه هيرفي رونار، إلى الإشادة بالمنتخب و “الإبداع” طبعا في التعليق على النتيجة العريضة التي سحق بها “الأفناك” منتخب “نجوم الطوائف”.
سليماني متهم بتفجير المرمى
فما أن أعلنت صافرة الحكم نهاية المواجهة ومعها عدّاد مهرجان الأهداف، حتى تهاطلت التعليقات الساخرة على السقوط الحر لمنتخب أسال العرق البارد لرفقاء سليماني في دار السلام، فكتب أحدهم عن تأجيل الجوية الجزائرية موعد رحلة المنتخب التنزاني “الخطوط الجوية الجزائرية تقرر برمجة رحلة العودة للمنتخب التنزاني على الساعة السابعة صباحا، واللاعبون يحتجون بتهمة السخرية والاستفزاز، ومولات المطار ترد: أنا ديسيديت تخرجو على السبعة”.
وراح فايسبوكي آخر يسأل رواد الموقع الأزرق في أي وقت يستيقظون صباحا “لأنه يستيقظ عادة على تنزانيا”، في إشارة إلى الساعة السابعة، الرقم الذي توقف عنده عدّاد “الخضر” في المباراة.
ولم يترك الفايسبوكيون الفرصة تمر دون أن يتهكموا على نتائج التحقيق الفرنسي حول هوية المتورطين في التفجير الإرهابي على باريس الجمعة الماضية، وقصة العثور على جواز سفر سوري في مكان الحادث، وهو الخبر الذي أثار قبل أيام موجة من التهكم عن حقيقة الأمر، و “صمود” جواز السفر أمام قوة التفجير، فكتب الفايسبوكيون “العثور على جواز سفر سليماني بالقرب من مرمى تنزانيا”.
وعلقآخرون بأن سليماني مطلوب من قبل الشرطة الدولية الإنتربول لاتهامه بـ4 تفجيرات هزت مرمى تنزانيا في دار السلام والجزائر، باعتبار أن خامس هدّاف في تاريخ “الخضر” سجل هدفي التعادل في دار السلام وسجل هدفين في مباراة الإياب. وعلق آخرون “الفريق التنزاني يقول إن المنتخب الجزائري ينتمي لداعش إثر 7 هجمات قام بها اللاعبون الجزائريون أسفرت عن عدة ضحايا من المنتخب التنزاني”.
وتعليق آخر “المجتمع الدولي يستنكر اعتداءات الجزائر على تنزانيا، والأمين العام للأمم المتحدة يبدي قلقه إزاء الوضع في ملعب تشاكر بالبليدة”. وتساءل البعض إن كان “الخضر” قد واجهوا نفس الفريق الذي عبث بهم في دار السلام، قبل أن يحفظ إسلام سليماني هدّاف لشبونة البرتغالي ماء الوجه، فكتب فايسبوكي معلقا “هل كانت مباراة بين الأفناك ونجوم الطوائف؟ أم بين المحاربين والأقزام السبعة؟ غريبة كرة القدم”.
كم يوما في الأسبوع؟
وكان الرقم “7” الأكثر ترددا بين الفايسبوكيين، ليس فقط لأن النتيجة العريضة التي سحق بها منتخبنا الوطني نظيره التنزاني غابت عقودا عن سجل “الخضر”، وآخر مرة سُجلت سنة 1981 في وهران أمام بوركينافاسو خلال تصفيات كأس العالم بإسبانيا 1982، بل لأن عشاق “الخضرا” لم يتوقعوا أن أشبال غوركوف قادرون على تسجيل هذا الفوز العريض أياما بعد سقوط حر أمام نفس الفريق. ومن بين التعليقات التي ترددت بين الفايسبوكيين عن الرقم “7” “سأل المعلم تلاميذ السنة أولى ابتدائي كم يوما في الأسبوع؟ فكانت الإجابة تنزانيا”. تعليق آخر “أيام تنزانيا هي إبراهيمي، غلام، محرز، سليماني، مجاني” وهم اللاعبون الذين دكوا بقذائفهم شباك الحارس التنزاني الذي وقف دون حراك أمام سيل الأهداف المتهاطل على مرماه.
مباراة أم صلاة تراويح؟
ولم يترك الفايسبوكيون أ ي تفصيل في المباراة دون التوقف عنده، مثل مشهد سجود اللاعبين في المستطيل الأخضر عقب تسجيل كل هدف، وهو المشهد الذي تكرر 7 مرات، فعلق الفايسبوكيون “من كثرة ما سجّلوا وسجدوا.. حسبت روحي نتفرج فالتراويح”.
وعلق آخرون بأن المدرب الفرنسي غوركوف أصيب بالصدمة بعد مهرجان الأهداف وتكرر سجود اللاعبين، فكتبوا “أمسك أعوان أمن ملعب مصطفى تشاكر مدربَ المنتخب الوطني كريستيان غوركوف وهو يهم بمغادرة الملعب باتجاه ملعب 5 جويلية، بعد أن ظن أنه أخطأ العنوان، وأنه ذهب إلى المسجد عوض الملعب”.
وهو نفس ما ذهب إليه آخرون علقوا “بعد تكرر سجود اللاعبين، ضبط المدرب غوركوف وهو يبحث عن روراوة في المنصة الشرفية ليتأكد منه إن كان السجود للتمويه، وهل اللاعبون المتواجدون على المستطيل الأخضر أشباله أم أنه استعار لاعبي المنتخب الألماني الذي هز شباك منتخب السامبا بسباعية في عقر داره بالبرازيل في المونديال الأخير؟”.
ولم يكن سجود اللاعبين وحده ما شد انتباه عشاق المحاربين طيلة 90 دقيقة التي لم يصدقوا أنها انتهت بتسجيل 7 أهداف كاملة، بعد أن ظنوا قبل أيام أن عهد الهزائم المتوالية قد عاد، فقد توقف الكثير من الفايسبوكيين عند الحركة التي قام بها رياض محرز لاعب ليستر سيتي الإنجليزي عقب تسجيله الهدف الثالث في مرمى تنزانيا قبل نهاية الشوط الأول على طريقة الكبار، بقذفة صاروخية داخل مربع العمليات، وراح يحاول “التزحلق” على العشب الأخضر، لكنه لم يوفق مثلما وُفق في قذفته الصاروخية، فكتب الفايسبوكيون “رياض محرز بعد تسجيله الهدف الثالث حب يتزحلق اتقلّب.. قريب كسر ركبته، مسكين حسب روحو راه يلعب فوق العشب الطبيعي تاع إنجلترا.. يا محرز فهمت دوك علاش الأفارقة ما يتزحلقوش وإنما ينقزوا ويشقلبوا عند تسجيل الأهداف”.
لكن فرحة الفوز الساحق الذي أنعش الأمل في الوصول إلى مونديال روسيا، وروح الفكاهة التي طبعت تعليقاتهم، لم يشفعا للمدرب الفرنسي عند أنصار “الخضر”، ولم تنسهم مسؤوليته، حسبهم، في الوجه الباهت الذي ظهر به أشباله في لقاء دار السلام، فذهب الأغلبية إلى الإصرار على رحيله لأنه غير مناسب لطريقة لعب “الخضر”.
ونذكر من التعليقات المطالبة برحيل التقني الفرنسي “لا لا وألف لا، لن نقتنع بهذا المدرب، لقد رأينا محدوديته التكتيكية في أكثر من مرة، وعدم تحكمه في المجموعة حتى آخر مشاركة، بدليل تصرف بن طالب حين قام بتغييره، وحتى اللاعبون الذين قام باستبدالهم لا أحد فيهم مدّ له يده أو حيّاه كما يفعل كل اللاعبين في العالم، فليتوقف المسمى روراوة عن ذر الرماد في العيون عن طريق مواجهة منتخب ليس له محل من الإعراب في قائمة المنتخبات، ونقول له كفاك مغامرة مع هذا المدرب، لأن هذا الفريق الأول وهو ملك لكل الجزائريين”.
كما قلل البعض من أهمية ثقل النتيجة، معتبرين أن الفريق ضعيف في الأساس فلا يجب الانبهار ورفع سقف الآمال، لأن ما هو آت أصعب، “راكم ربحتو تتزانيا 7-0، لا تنبهروا إنه فريق ضعيف.. ما تنساوش نيجيريا والكاميرون راهم يكلوكم.. واش يسلّكّم منهم”.