مارين لوبان تهاجم الجزائر مجددا.. هل هي مناورة انتخابية أم عداء متجذر؟
أطلقت زعيمة حزب “التجمع الوطني” الفرنسي مارين لوبان تصريحات مثيرة للجدل حول الجزائر وملف الهجرة، وذلك خلال مقابلة أجرتها مع قناة LCI. هذه التصريحات، التي لم تكن الأولى من نوعها، تكشف عن استمرار الخطاب المتشدد لليمين الفرنسي تجاه الجزائر، خاصة في سياق التوترات الدبلوماسية المتزايدة بين البلدين.
لوبان، التي تسعى إلى تعزيز موقعها السياسي في فرنسا عبر استقطاب الأصوات اليمينية المتشددة، لم تتوانَ عن توجيه انتقادات لاذعة للسياسات المتعلقة بالهجرة، مع التركيز على العلاقات الفرنسية-الجزائرية.
غير أن هذه التصريحات تثير تساؤلات عديدة حول نواياها الحقيقية، خاصة في ظل تاريخ معقد من العلاقات بين البلدين، حيث تعد الجزائر لاعبا أساسيا في المعادلة الإقليمية، وشريكا لا يمكن لفرنسا تجاهله.
الخطاب الذي اعتمدته لوبان يأتي في وقت حساس، حيث تسعى فرنسا إلى إعادة ضبط علاقاتها الخارجية، لا سيما مع الدول المغاربية.
وعلى الرغم من أن تصريحاتها قد تلقى دعما في بعض الأوساط اليمينية داخل فرنسا، إلا أنها تعكس نظرة سطحية للعلاقة الجزائرية-الفرنسية، التي تتجاوز بكثير قضية الهجرة وتدخل في عمق المصالح الاقتصادية والتعاون الأمني والاستراتيجي.
من جهة أخرى، تبدو الجزائر ثابتة في موقفها، حيث سبق لها أن ردت بحزم على مثل هذه الطروحات، مؤكدة أن العلاقات بين البلدين يجب أن تبنى على الاحترام المتبادل والتعاون البناء بعيدًا عن المزايدات السياسية.
ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في فرنسا، يبدو أن ملف الهجرة والعلاقات مع الجزائر سيظل ورقة رابحة في أيدي السياسيين الفرنسيين الباحثين عن مكاسب انتخابية.