الجزائر تدعو للعدالة والسيادة في ليبيا وتطالب بمحاسبة جرائم الاحتلال الصهيوني
في جلسة لمجلس الأمن الدولي خصصت لمناقشة الوضع في ليبيا، قدم وفد الجزائر خطابًا شاملاً، أكد من خلاله التزام الجزائر بمبادئ العدالة الدولية، وسيادة ليبيا، والاستقرار الإقليمي، معبّرًا عن رؤية مستقبلية تدعو لدعم وحدة ليبيا واستقلالها.
افتتحت الجزائر كلمتها بالإشادة بتقرير المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، مهنئة على التقدم المحقق منذ ماي 2024.
كما رحبت بمشاركة الممثل الدائم لليبيا في الاجتماع، معتبرة ذلك خطوة مهمة لتعزيز التعاون الدولي ودعم سيادة القانون والسلام.
وأكدت الجزائر أن الوضع الحالي في ليبيا هو نتيجة مباشرة لقرارات خاطئة اتخذها مجلس الأمن في عام 2011، محملة المجتمع الدولي مسؤولية جماعية تجاه الشعب الليبي، ومشددة على ضرورة تصحيح المسار من خلال دعم حقيقي وفعّال، بعيدًا عن التدخلات التي أدت إلى تفاقم الأزمة.
كما شددت الجزائر على أهمية احترام سيادة ليبيا ووحدتها الترابية، موضحة أن العدالة يجب أن تكون وسيلة لتعزيز الاستقرار وليس لتأجيج الانقسامات.
وأشارت إلى أن دور المحكمة الجنائية الدولية يجب أن يركز على دعم جهود القضاء الليبي لتحقيق العدالة، وليس استبداله أو تجاوز سلطته.
ودعت الجزائر المجتمع الدولي إلى تعزيز النظام القضائي الليبي عبر توفير الدعم اللازم لتمكينه من أداء مهامه بفعالية. وأكدت أن وجود قضاء قوي ومستقل يشكل حجر الزاوية لاستقرار ليبيا على المدى الطويل.
وفيما يتعلق بالتحقيقات الجارية للمحكمة الجنائية الدولية، حثت الجزائر على ضمان أن تساهم هذه العمليات في توحيد الليبيين بدلاً من تعميق الانقسامات.
وأكدت أن استقلالية المحكمة وحيادها هما عاملان أساسيان لمصداقيتها، مطالبة بأن تستند قراراتها إلى أدلة دامغة بعيدًا عن أي ضغوط سياسية.
وأنهى الوفد الجزائري خطابه بدعوة المحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الجرائم الصهيونية المستمرة في فلسطين، خاصة في غزة.
وشددت الجزائر على أن معالجة هذا الملف تشكل اختبارًا حقيقيًا لمصداقية المحكمة كهيئة قضائية دولية غير منحازة. وأكدت أن اعتماد معايير مزدوجة سيضعف الثقة في النظام الدولي القائم على سيادة القانون.
وفي الاخير، أعربت الجزائر عن دعمها الكامل لكل الجهود الساعية لتحقيق العدالة والسلام، مؤكدة أن العالم يراقب وأن أفعال المحكمة الجنائية الدولية ستظل معيارًا رئيسيًا لمصداقيتها في بناء نظام عالمي أكثر عدلاً وإنصافًا.