استئناف الحوار الليبي يوم الاثنين بالجزائر
يستأنف الحوار الذي تمت مباشرته بين قادة الأحزاب السياسية و المناضلين الليبيين تحت إشراف بعثة الأمم للدعم في ليبيا يوم الاثنين بالجزائر بإرادة حازمة لوضع حد للازمة على خلفية إجماع حول الحفاظ على وحدة ليبيا و سلامتها الترابية و مكافحة الإرهاب.
و قد صرح الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل أن الجولة الثانية التي تنعقد بدعم الجزائر بصفتها بلد مسهل ستركز على ” تشكيل حكومة وطنية موحدة و حول الترتيبات الأمنية”.
و أكدت الأطراف الليبية المجتمعة يومي 10 و 11 مارس بالجزائر رفضها لكل شكل من أشكال التدخل الأجنبي و التزمت بالبحث عن حل سياسي للازمة من أجل الحفاظ على سيادة ليبيا و وحدتها الوطنية و سلامتها الترابية.
و شددت الأطراف الليبية على رفضها لكل أشكال الإرهاب في ليبيا و أدانت الجماعات الإرهابية المسماة “داعش” و “أنصار الشريعة” و “القاعدة” مبرزة ضرورة تظافر الجهود من اجل مكافحة هذه الآفة.
و جاء في التصريح الذي توج الاجتماع الأول بالجزائر أن “الحل السياسي الذي يضع حدا للفرقة و البلبلة سيعزز جهود مكافحة الإرهاب”.
و كان وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن “المفاوضات تبعث على التفاؤل بشأن التوصل لتسوية الأزمة السياسية و الأمنية”.
و أوضح قائلا “نحن متفائلون بشكل معقول” و نحن نعمل على أن يتوصل الحوار بين الأشقاء الليبيين إلى تسوية الأزمة التي تعيشها ليبيا”.
و أضاف السيد لعمامرة “نأمل أن يحقق لقاء الجزائر هبة جماعية لأشقائنا و شقيقاتنا الليبيين باتجاه اتفاق وإجماع وطني حول تشكيل حكومة وحدة وطنية و حول الترتيبات الأمنية التي ستسمح للبلد بالمضي قدما نحو دستور و انتخابات في كنف الهدوء و السكينة و الأمن و الاستقرار”.
أزمة زادها سباق الريادة حدة
و ينعقد الحوار الليبي الذي تميزه مشاركة قادة سياسيين فالين و رؤساء أحزاب ومناضلين معروفين في الساحة الليبية في ظرف يطبعه تفاقم الأزمة في البلد الذي تتنازع فيه حكومتان و برلمانان السلطة.
في تصريح سابق كان السيد مساهل قد أكد أن “الجزائر التي تجمعها بليبيا الشقيقة علاقات جوار و مكافحة الاستعمار و تاريخا مشتركا لايسعها البقاء مكتوفة
الأيدي في حين يجتاز الأشقاء الليبيين أخطر المراحل التي تهدد بلدهم و وحدتهم في ظل الفتنة التي تفرق بينهم”.
و كان المبعوث الخاص الاممي من أجل ليبيا برناردينو ليون قد أبدى ارتياحه “لنجاح” لقاء الجزائرمبرزا تطابق الآراء بين الليبيين حول “حتمية” الحوار من أجل تسوية نهائية للازمة و رفض كل تدخل عسكري أجنبي في بلدهم.
مشاركة فاعلين سياسيين رئيسيين في الحوار
و اعتبر المسؤول الاممي أن اللقاء الأول المنعقد بالجزائر شكل “انطلاقة” سمحت بالتطرق للمسائل الجوهرية من اجل إنجاح مسار الحوار السياسي بين الليبيين. و قد جاء تصريح الأطراف الليبية مؤيدا لطرح السيد ليون حيث التزمت باحترام المسار السياسي القائم على الديمقراطية و التداول السلمي على الحكم.
نفس هؤلاء الفاعلين اغتنموا فرصة الاجتماع الأول لعرض اقتراحات “بناءة” في إطار مسار الجزائر كما أعربوا عن انشغالهم حيال تدهور الوضع الأمني في ليبيا و التصعيد الإرهابي الذين باتا يشكلان ” تهديدا دائما على امن ليبيا و استقرارها و وحدتها و لحمتها الاجتماعية”.