وزير الفلاحة”نوري” يدعو إلى التضامن الدولي مع الدول الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية
دعا وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري هذا السبت بباريس المجتمع الدولي إلى التضامن مع الدول الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية والتي تعاني من انعكاسات هذه الظاهرة.
في مداخلته خلال منتدى دولي عقد الجمعة على هامش تنظيم الطبعة ال52 للصالون الدولي للفلاحة ببارس ركز الوزير على”ضرورة تضامن المجتمع الدولي مع الدول الأكثر هشاشة”، حسبما أفاد به اليوم السبت بيان للوزارة.
وأوضح نوري أنه “إذا لم تكن أية قارة في منأى عن هذه الظاهرة إلا أن الآثار المترتبة عنها تعد أثقل في دول الجنوب ، حيث غالبا ما يعاني السكان من الهشاشة”.
وأكد نوري أن”الانخفاض الفعلي لكمية تساقط الأمطار والمياه الموجهة للري يعتبر دون شك أحد أخطر انعكاسات هذه الظاهرة في المناطق الأكثر عرضة لارتفاع درجة حرارة الأرض في الوقت الذي تهدد فيه الكوارث الطبيعية (الفيضانات والجفاف بشكل خاص) طاقة الانتاج البيولوجية والاقتصادية للأراضي الزراعية والمراعي والغابات”.
واعتبر أن التكيف مع التغيرات المناخية يعتبر”الرد الوحيد الواقعي والقابل للتحقيق”لمواجهة هذه الظاهرة من خلال تعزيز انسجام الاستراتيجيات الوطنية المطبقة مع الجهود المبذولة على المستوى العالمي.
وعلى الصعيد المحلي يجب أن تتمحور الاستراتيجية المتعلقة بمواجهة التغيرات المناخية حول تعزيز القدرات على تعبئة مورد الماء واستعماله العقلاني ومكافحة تدهور الأراضي والغطاء الغابي والنباتي.
في حديثه عن مثال الجزائر أشار نوري إلى أن أثر التغيرات المناخية تجلى في توسع مساحة المناطق الجافة وشبه الجافة وتدهور سريع للغطاء النباتي والأراضي وبالتالي زيادة التصحر.
وذكر الوزير أن “استراتيجة التكيف التي نتبناها من أجل التصدي لهذه الظاهرة تشمل عدة مستويات” ، مشيرا إلى التطبيق الحالي لمخطط عمل وطني لمكافحة التصحر.
وأضاف أن هذا المخطط “يهدف إلى تعزيز قدراتنا التقنية التي تسمح باطلاق انذارات مسبقة بالجفاف قصد السماح للسكان المحليين من الاطلاع على المعلومة والمشاركة بشكل فعلي في عملية المكافحة”.
كما تطرق إلى تطبيق مخطط وطني لاعادة التشجير الذي يندرج في إطار بروتوكول كيوتو”ويمثل أحد أهم جوانب السياسة الخاصة بحماية مواردنا الطبيعية”.
وحسب البيان فان نوري أكد أن الجزائر ومن خلال وعيها بتهديدات هذه الظاهرة في سنوات السبعينات ، حيث أنجزت السد الأخضر (1200 كلم) لاتزال تبذل المزيد من الجهود من أجل التصدي لهذه الظاهرة.
وأردف الوزير قائلا”استراتيجيتنا الخاصة بالتكيف تمنح أيضا الأولوية لقصوى لاقتصاد الماء ولتعبئة موارد جديدة تقليدية وغير تقليدية بغرض استعمالها وإعادة استعمالها في الفلاحة”.
وشارك نوري الذي يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا في الاجتماع رفيع المستوى للمنتدى الدولي تحت شعار”الفلاحة والتغيرات المناخية: ما هو دور السياسات العمومية “.