الذكرى ال60 لثورة أول نوفمبر 1954
أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الاثنين بالجزائر العاصمة أن السلطات العمومية حرصت على إبلاء الذكرى ال60 لثورة أول نوفمبر 1954 “كل العناية والاهتمام”، من خلال إعداد برامج تسمو إلى عظمة الحدث الذي يحتفل به الشعب الجزائري هذا العام تحت شعار “نوفمبر الحرية”.
وأوضح وزير المجاهدين في ندوة صحفية خصصها لاستعراض الخطوط العريضة لبرنامج الاحتفالات، بأنه “يقتضي إعطاء هذه الذكرى المكانة التي تستحقها في وجدان كل الجزائريين بتعميم الفرحة والابتهاج بهذا الحدث الوطني العظيم وإشراك مختلف فئات المجتمع في صنع هذه الأجواء”.
وبعد أن أشار إلى أن الاحتفالات الخاصة بهذه الذكرى تعتبر “حدثا وطنيا بامتياز سيدوم إحياؤه إلى غاية شهر نوفمبر من السنة القادمة”، قال الوزير بان الدولة الجزائرية “قد أحاطت هذا الحدث بالرعاية اللازمة لتوسيع مظاهر الاحتفال به إلى كامل ربوع الوطن تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة”.
وعن برنامج الاحتفالات، ذكر السيد زيتوني بانه “سيتميز بالعديد من النشاطات والتظاهرات التي من شأنها ان تسمو بهذه الظاهرة إلى المستوى الذي يعكس حرص المسؤولين على تكريس تقاليد الوفاء لتضحيات الشهداء وتخليد ذاكرتهم في المناسبات وكذا تثمين الموروث التاريخي الذي خلفه جيل نوفمبر”.
ويتوزع برنامح الإحتفالات الذي أعدته اللجنة الوطنية المكلفة بتحضير حفلات إحياء الأيام والأعياد الوطنية على نشاطات تاريخية تخليدية ونشاطات ثقافية وفنية وأخرى رياضية وشبانية إضافة إلى تنظيم مسابقات وتكريمات ومعارض متنوعة وذلك على مستوى جميع ولايات الوطن.
ومن المنتظر ان تدشن الاحتفالات بحفل افتتاحي رسمي ليلة أول نوفمبر يتمثل في عرض توثيقي يحمل عنوان “ملحمة الجزائر الكبرى” ويتضمن استعراضا فنيا لتاريخ الجزائر على مدار 24 قرنا من الزمن مقتبس من مآثر الشاعر والأديب الراحل عمر البرناوي تولى الديوان الوطني للثقافة والإعلام انتاجه بمشاركة 300 فنان.
كما يشمل برنامح الاحتفالات استعراضا شعبيا تشارك فيها مختلف القطاعات والهيئات والمنظمات والجمعيات الى جانب فرق فلكلورية وتشكيلات شبانية.
وستشهد ولايات الوطن في هذا اليوم نفس التظاهرة لتوسيع المشاركة الشبانية وإبراز الكفاءات المحلية في ميادين الفن والثقافة والرياضة وتنمية شعور الإعتزاز بأمجاد الوطن وتقوة الصلة بين افراد الامة عامة.
وبخصوص النشاطات المرتبطة بحماية التراث، فان جهود وزارة المجاهدين “ستتواصل بمناسبة هذه الذكرى من أجل حماية المواقع والأماكن المرتبطة بالذاكرة الوطنية وصونها –حسب وزير القطاع– الذي أكد بأن هذا المسعى سيكون من خلال إنجاز وترميم وتهيئة 49 مقبرة عبر العديد من الولايات وكذا انجاز وترميم المعالم التذكارية البالغ عددها 32 معلما.
ونظرا للأهمية التي تكتسيها المواقع التاريخية المرتبطة بالمقاومة الشعبية وثورة أول نوفمبر، فقد سطر القطاع –كما جاء على لسان الوزير– برنامجا واسعا في هذا الإطار من خلال عمليات خاصة بترميم وصيانة 25 معلما تاريخيا وكذا تدشين معالم مخلدة لخمسينية الإستقلال في كل من قسنطينة ووهران وورقلة.
وستكون الذكرى ال60 لاندلاع الثورة المجيدة فرصة لتسمية أو إعادة تسمية المؤسسات والمباني والأماكن العمومية بالتنسيق مع مختلف الهيئات المحلية والقطاعات الوزارية وذلك “عرفانا من الأمة وتكريما لذاكرة أولئك الذين صنعوا مجدها”.
ولا يخلو برنامج إحياء هذه المناسبة من الملتقيات والندوات التي تساهم –كما أكد عليه السيد زيتوني– في تعميق الدراسات والبحث المتعلق بالذاكرة الوطنية واثراء الرصيد المتنامي للشهادات الحية.
ومن بين هذه الملتقيات تمت الإشارة إلى الملتقى الدولي المقرر العام القادم حول التعذيب ومعاناة الشعب الجزائري وملتقى آخر حول مساهمة الجزائريين في حركة التحرر العربية في القرنين ال19 وال20.
وعلاوة على الندوات والمحاضرات التاريخية، سينظم ملتقى وطني ذو طابع أكاديمي يتناول موضوع “المقاربات الأكاديمية في كيفية إستغلال الشهادات الحية”.
وفي مجال النشاط السمعي البصري، أكد وزير المجاهدين بأن أعمالا جديدة خاصة بالمسيرة النضالية لكل من كريم بلقاسم والعقيد لطفي والعربي بن مهيدي بصدد الإنجاز.
وتطرق السيد زيتوني في هذا اللقاء الى موضوع تسجيل الشهادات الحية الذي وضع من أجله برنامج خاص على مستوى المتحف الوطني للمجاهد والمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر.
وفي هذا السياق أشار الوزير الى انه تم تكثيف وتيرة انجاز العملية بالتنسيق مع الاذاعات الجهوية مع تدعيم المتاحف الجهوية وملحقاتها الولائية وكذا مراكز الراحة بالتجهيزات السمعية البصرية لاستغلالها في جمع اكبر عدد من الشهادات من افواه أصحابها.
كما سيتم في اطار هذه المناسبة عرض افلام واشرطة وثائقية وتبليغها للجمهور عبر التلفزيون وكذا الممثليات الدبلوماسية في الخارج.
وإحياء للذكرى دائما، قام قطاع المجاهدين بإنجاز 150 إصدار جديد بين الطبع وإعادة الطبع والترجمة للدراسات والأبحاث التاريخية المتعلقة بالذاكرة الوطنية إلى جانب مواصلة إنجاز سلسلة “من أمجاد الجزائر 1830-1962” الموجهة للمتمدرسين والناشئة بطبع 43 عنوانا بمعدل 100 ألف نسخة من كل عنوان.
كما تم توزيع مليون ونصف مليون نسخة من النشيد الوطني ومن بيان أول نوفمبر إضافة الى مليون ونصف مليون راية وطنية.
تجدر الاشارة إلى أن مختلف القطاعات قد أعدت برامج متنوعة وثرية مساهمة منها في إثراء برنامج الاحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لإندلاع ثورة التحرير المجيدة.