في اجتماع حاسم ومثير لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، أطلق مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، تصريحات نارية تندد بانتهاكات العدوان الصهيوني المستمر في قطاع غزة.
وفي كلمة مثيرة تخللتها مشاعر الغضب والإحباط، حذّر الدبلوماسي الجزائري بن جامع من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، متهماً المجتمع الدولي بالتواطؤ من خلال الصمت على جرائم الاحتلال الصهيوني.
في ذات السياق، استهل بن جامع كلمته بتوجيه الشكر لمنظمي الاجتماع والمشاركين فيه، بما في ذلك تور وينسلاند ودكتورة لويزا باكستر من منظمة “أنقذوا الأطفال”، مشيداً بشجاعتها وتفانيها في تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في غزة. ووصف الأوضاع هناك بأنها “كارثية”، مشيراً إلى أن ما يقرب من أحد عشر شهراً قد مضت منذ بدء الحملة الوحشية للعدوان الصهيوني، التي أودت بحياة أكثر من 40,000 فلسطيني، وأصابت أكثر من 90,000 آخرين.
كما أعرب السفير بن جامع عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع الصحية في غزة، محذراً من أن انهيار النظام الصحي وتدمير المستشفيات واستهداف الطواقم الطبية من قبل قوات العدو الصهيوني زاد من خطر انتشار الأوبئة، بما في ذلك شلل الأطفال. وأضاف أن 20 من أصل 36 مستشفى في غزة قد أغلقت أبوابها، مما يجعل من المستحيل تقريباً الاستجابة لأي تفشي مرضي.
ورغم التحديات الجسيمة، أشاد بن جامع بجهود منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والمنظمات غير الحكومية التي تقف على أهبة الاستعداد لإطلاق حملات تطعيم في غزة. إلا أنه أكد أن أي حملة تطعيم لن تكون فعالة في ظل استمرار القصف الوحشي للاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى أن ما يسمى بـ “آلية نزع الصراع” في غزة ليست سوى وهم.
وفي سياق تصعيد لهجته، طالب بن جامع بوقف فوري للأعمال العدائية لضمان نجاح هذه الجهود الإنسانية، معيداً التأكيد على دعوات منظمة الصحة العالمية واليونيسيف لوقف إطلاق النار المؤقت.
إضافة الى ذلك انتقد السفير بن جامع، سياسات العدو الصهيوني، واصفاً إياها بـ “الهمجية” في سعيها لتدمير أي أمل في قيام دولة فلسطينية مستقلة.
كما اتهم خلال كلمته امام شاشات العالم على المباشر، سلطات الاحتلال الصهيوني بالاستمرار في سياسة القتل والضم وتوسيع المستوطنات، مع التحذير من أن ما يحدث في غزة قد يتكرر في الضفة الغربية إذا استمرت الأمور على هذا النحو.
في ختام كلمته، دعا بن جامع المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء المجازر في غزة، وتنفيذ قرارات المجلس، بما في ذلك القرار 2735 الذي ينص على الوقف الدائم للأعمال العدائية والانسحاب الكامل لقوات العدو الصهيوني من الأراضي المحتلة. واختتم بتوجيه دعوة لإنهاء هذا الفصل المظلم في تاريخ الشرق الأوسط ومجلس الأمن الدولي، مؤكداً أن الوقت قد حان لتحرك حقيقي ينقذ الأرواح ويعيد الأمل للشعب الفلسطيني.
