دوامة الفوضى والتأخيرات في الجوية الجزائرية قد تُشعل انفجاراً وشيكاً
تعيش الخطوط الجوية الجزائرية فترة من الاضطراب والفوضى، مما يثير موجة من الغضب بين المسافرين، خاصة من أفراد الجالية الجزائرية في الخارج، الذين كانوا محور اهتمام وتوصيات الرئيس تبون بضرورة الاعتناء التام بهم وتقديم أفضل الخدمات لهم.
أصبحت التأخيرات المتكررة في مواعيد الرحلات من مطار الجزائر الدولي نحو الوجهات الدولية أمرًا شائعًا ومزعجًا، مما يضع كفاءة الإدارة وفعالية التشغيل في الشركة تحت المجهر.
هذه الأزمة لا تقتصر فقط على التأخيرات، بل تمتد إلى مشاكل أكثر خطورة، مثل فقدان الأمتعة أو تأخر وصولها، خاصة في الرحلات المتجهة إلى إفريقيا.
هذه الحوادث المتكررة تثير تساؤلات حول مدى التزام الشركة بمعايير الخدمة التي يتوقعها الزبائن، خاصة مع توصيات الرئيس بالاعتناء بالجالية.
ومن بين القضايا الأكثر استفزازًا، التغيير المفاجئ في نوع الطائرة المحجوزة عند وصول المسافرين إلى المطار، حتى لأولئك الذين دفعوا تذاكر الدرجة الأولى.
هذا التصرف العشوائي يزيد من شعور الركاب بالإحباط والغضب، في ظل غياب أي قنوات فعالة للتواصل أو تقديم الشكاوى، مما يتنافى مع توجيهات الرئيس تبون بشأن تحسين تجربة السفر للجالية الجزائرية.
تجاوزات الخطوط الجوية الجزائرية لا تقتصر على الرحلات المغادرة فقط، بل تمتد أيضًا إلى تأخيرات مزعجة في رحلات العودة من المطارات الدولية.
هذه التأخيرات لا تقتصر على إلحاق الضرر بسمعة الشركة، بل تكبدها خسائر مالية كبيرة نتيجة الغرامات التي تفرضها سلطات المطارات الدولية، مما يضيف عبئًا إضافيًا على الميزانية المتهالكة، ويفاقم من السخط بين الجالية.
إن استمرار تدهور خدمات الخطوط الجوية الجزائرية وتحولها إلى موضوع سخط عام يهدد الشركة بمواجهة أزمة ثقة لا رجعة فيها. يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من التدهور، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية وعاجلة لإصلاح الوضع، خاصة في ظل تصاعد حدة الاحتقان بين إدارة الشركة والمسافرين، والذين يعتبرون الجالية الجزائرية من أهم ركائزها.
يبقى السؤال الحاسم: هل تعود هذه الأزمات المتلاحقة إلى سوء الصيانة الدورية للطائرات، أم أن هناك خللاً أعمق وتسيبًا متزايدًا في بنية التسيير داخل مديرية العمليات الأرضية التابعة للجوية الجزائرية، والذي بدأ يتفاقم منذ عدة أشهر؟ في ظل غياب الشفافية والتواصل الفعال، يبدو أن الشركة تسير بسرعة نحو أزمة شاملة لا مفر منها، ما لم يتم التدخل العاجل لتفادي الانهيار الوشيك، وهو ما يتعارض بشكل صارخ مع التوجهات الرسمية بالعناية بالجالية الجزائرية في الخارج.