سلال يؤكد ان يد الجزائر لا تزال ممدودة لكل أبنائها
جدد الوزير الأول عبد المالك سلال امس الأربعاء من ولاية بومرداس التأكيد بأن الجزائر التي أصبحت بفضل إنتهاجها لسياسة الوئام والمصالحة الوطنية مرجعا “ما زالت يدها ممدودة لكل أبنائها“.
و دعا سلال في لقائه بالمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني في ختام الزيارة التفقدية التي قادته لولاية بومرداس بقايا العناصر الإرهابية القليلة التي لا تزال تنشط بهذه المنطقة إلى “العودة إلى جادة الصواب” مضيفا ان الجزائر “يدها لا تزال ممدوة لكل أبنائها”. و بعد أن ذكر بسياسة الوئام والمصالحة الوطنية التي سمحت بعودة الأمن و الإستقرار أكد الوزير الاول ” أننا نريد الصلح والخير لكن نقول لهؤلاء (الإرهابيين) أنكم أخطأتم في حق الشعب الجزائري الذي لم يعد يعيش سنوات عجاف بل سنوات التطور والرقي“.
وبهذه المناسبة نوه سلال “بالسياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي سمحت برجوع الأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن بما فيها ولاية بومرداس التي عانت الكثير خلال سنوات التسعينيات”. كما أكد بأن” الإستقرار الذي سمح للجزائر بالوصول إلى ماهي عليه الآن حقيقة تاريخية ” مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه “إذا كنا بحاجة إلى مزيد من الإستقرار لابد من الحفاظ على الرجال القادرين على ذلك”. وفي معرض تطرقه إلى المشاكل التي عرفها قطاع التربية الوطنية مؤخرا دعا سلال إلى حل مثل هذه المشاكل بالحوار مبرزا إستعداد الحكومة للتعاون مع كل النقابات المعتمدة لرفع العوائق.
وقال في هذا الشأن: “قناعاتنا أن الحوار هو الحل لمشاكل قطاع التربية وبالتالي نحن مستعدون للحوار مع كل النقابات المعتمدة”. ولم يفوت الوزير الأول الفرصة ليطمئن تلاميذ الثانويات بأن الإضراب الذي شهدته مؤسساتهم التربوية “لن يؤثر على دراستهم ونتائجهم وبأن إمتحانات شهادة البكالوريا ستتم بصفة عادية”. وعبر بالمناسبة عن تأكيده وبصفة رسمية بأن التلاميذ سيستفيدون من عطلتهم الربيعية بصفة عادية وبأن ابرامج الدراسية ستطبق كما هي مسطرة” مشيرا إلى أنه إتخذ بمعية وزير التربية الوطنية كل التدابير لتفادي أي تذبذب أو تأثير سلبي على مسار تعليم تلاميذ الثانويات.
وبالنسبة لقطاع التعليم العالي فالأولوية في هذا المجال تكمن –حسب سلال– في إحداث “توافق” بين الجامعات وسوق التشغيل لتنمية البلاد. ومن جامعة محمد بوقرة ببومرداس اشار سلال إلى ضرورة وضع حد ل”عدم التوافق القائم بين التكوين المهني والتعليم العالي وسوق التشغيل”. وأكد بقوله أمام ممثلي المجتمع المدني لولاية بومرداس أن الجامعات الجزائرية “يجب أن تعمد إلى التعاون مع نظيراتها الأجنبية حتى ترقى إلى مستواها” مشيرا إلى أن تحويل ولاية بومرداس لقطب جامعي بإمتياز في التكنولوجيات الحديثة “يستدعي كفاءات وتقنيات جديدة“.
وخلال استماعه إلى عرضين مفصلين حول قطاعي الفلاحة و الغابات بمحطة تصفية مياه البحر برأس جنات شدد الوزير الاول على ضرورة إنهاء عملية منح عقود الإمتياز للفلاحين قبل شهر يوليو المقبل لاعطاء “الفلاحين راحة أكبر في عملهم”. كما ثمن المجهودات المبذولة بولاية بومرداس في قطاع الفلاحة لا سيما في مجال انتاج وتخزين البطاطس وكذا عملية انتاج الحليب وجمعه حيث انتقلت هذه الاخيرة من 4 ملايين لتر في سنة 2004 إلى 22 مليون لتر سنة 2013. ودعا سلال من جهة أخرى إلى ضرورة تنظيم الفلاحين لانفسهم من خلال تكوين تعاونيات مهنية لتسهيل عمليات الدعم الموجهة من طرف الدولة لفائدتها.
وكانت زيارة الوزير الاول إلى ولاية بومرداس فرصة أعلن فيها سلال عن برنامج تكميلي لفائدة هذه الولاية قدر ب36 مليار دينار يوجه لإعطاء دفع أكبر للتنمية في مختلف القطاعات وفي تحسين الظروف المعيشية لسكانها. وكان سلال قد استهل زيارته إلى بومرداس بمرافقة وفد وزاري هام بمدينة الثنية أين دشن مستشفى جديدا ب 120 سرير. وقام كذلك بوضع في الخدمة مشروع ربط العديد من مناطق الولاية بشبكة التموين بمياه الشرب انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات. كما اعطى برأس جنات اشارة انطلاق أشغال إنجاز محطة ضخمة لتوليد الكهرباء بطاقة تزيد عن 1100 ميغا وات قبل أن يتفقد ورشات إنجاز مشروع 1200 مسكن بالقطب الحضري الجديد لبرج منايل و مشروع الملعب الجديد بنفس المدينة.