“الخضر” يضربون موعدا لقطر في المربع الذهبي
أظهر المنتخب الجزائري للمحليين لكرة القدم، عزيمة فولاذية كبيرة سمحت لهم بالتأهل للمربع الذهبي للكأس العربية فيفا-2021، عقب مباراة شديدة التنافس جرت سهرة أمس السبت بملعب الجنوب بالدوحة، أمام نظيره المغربي (2-2 و 5-3 بضربات الترجيح) الذي كان ممضيا على سلسلة طويلة بدون انهزام.
و نجح “الخضر” في بلوغ الدور ما قبل النهائي للمنافسة العربية بفضل تضامنهم و اندفاعهم و شجاعتهم و ذلك لأول مرة في تاريخهم وفي ثالث مشاركة عربية لهم.
و تعود خرجتهم الأولى إلى عام 1988 بالأردن، حيث شاركت الجزائر بالمنتخب الجامعي الذي أقصي من الدور الأول بعد احتلاله للمركز الثالث للمجموعة الثانية خلف منتخبي الأردن و سوريا.
بعد عشر سنوات، جدد المنتخب الجزائري العهد مع المنافسة العربية، بمناسبة تنظيم الطبعة السابعة بقطر، حيث عرف نفس المصير وتنفس الخيبة بخروجه مبكرا من مرحلة المجموعات.
وفي مقابل أمس السبت أمام المغرب لحساب ربع نهائي طبعة الدوحة-2021، وقف زملاء يسين براهيمي الند للند مع “أسود الأطلس” الذين يمتازون بالانسجام والترابط، خاصة و أنهم حاملو اللقب الإفريقي للمحليين في دورتين متتاليتين (2018 و 2020).
وتمكنت التشكيلة الوطنية من التقدم في النتيجة في كل مرة قبل أن يعدل المنتخب المغربي النتيجة في كل مرة، لتؤول المباراة في نهاية الأمر لضربات الترجيح التي ابتسمت لأشبال المدرب مجيد بوقرة (5-3).
وقبل أيام، كان “الخضر” قد أدوا مباراة صعبة للغاية أمام مصر (1-1) في ختام مرحلة المجموعات، قبل أن يتداركوا الأمر في لقاء المغرب، حيث كانوا أكثر توازنا طوال 120 دقيقة.
بلايلي مر من هنا
الجناح الأيسر يوسف بلايلي الذي استدعي بصفة استثنائية للمشاركة في الكأس العربية على غرار الحارس رايس مبولحي والمهاجم بغداد بونجاح، كان بمثابة السم القاتل لخط دفاع المغرب، حيث أكد مرة أخرى، بأنه يبقى أحسن لاعب في الفريق الوطني.
وأمتع ابن مدينة وهران الجمهور الحاضر بالملعب والمتفرجين الشاشة الصغيرة على السواء بعروضه العالية مسجلا هدفا “أسطوريا” يعتبر الأفضل في تاريخ الكرة الجزائرية. وقبل تسجيل هدفه “الخرافي”، نجح بلايلي في الحصول على ضربة جزاء في الشوط الثاني (د 62) نجح في تحويلها في شباك الحارس المغربي، اللاعب المتألق الآخر، يسين براهيمي.
و خلال الشوط الإضافي، خادع اللاعب رقم 10، الحارس المغربي زنيتي بقذفة مذهلة من حوالي 40 مترا بعد مراقبة رائعة للكرة بالصدر وهو الهدف الذي سيدخل في الأسطورة لجائزة بوسكاش العام المقبل لأحسن هدف تمنحه الفيفا.
ففي سلسلة الضربات الترجيحية، كان الحارس رايس مبولحي حاسما بتصديه للركلة الرابعة للمغربي البركاوي قبل أن يتمكن المدافع الأوسط الشاب محمد أمين توقاي ببرودة أعصاب كبيرة، من تسجيل الركلة الأخيرة التي بعثت “بالخضر” للمربع الذهبي. ويعد اللاعب توقاي (21 سنة)، خريج مدرسة رائد القبة، الاكتشاف الآخر للكأس العربية، حيث بمقدوره التطلع لمنصب لاعب أساسي ضمن المنتخب الجزائري الأول، تحسبا لكأس إفريقيا للأمم-2021 (المؤجلة لعام 2022) المقررة من 9 يناير إلى 6 فبراير بالكاميرون.
وبعد نهاية اللقاء، احتفل أنصار المنتخب الجزائري بالتأهل الجميل عبر مختلف أنحاء التراب الوطني، في مواكب لسيارات أطلقت العنان لمنبهات الصوت. عبرت المحتفلون عن فخرهم و مساعدتهم لفريقهم الذي تشكل في ظرف وجيز.
و ستضرب الجزائر، موعدا لقطر، منتخب البلد المنظم في الدور نصف النهائي المبرمج يوم الاربعاء بملعب التمامة (سا 00ر20)، فيما يرفع منتخب مصر التحدي أمام نظيره التونسي في لقاء محلي لشمال إفريقيا بملعب راس أبو عبود (سا 00ر16).