بعد إهمال رغبته الأخيرة بالعودة إلى أرض الوطن: وزارة المجاهدين مطالبة بتخصيص استقبال رسمي للمجاهد جمال قنان
ناشد بعض النشطاء الجالية الجزائرية ببريطانيا وعلى رأسها جمعية حراء بتخصيص استقبال رسمي للمجاهد والمؤرخ جمال قنان بحضور وزير المجاهدين والسلطات الرسمية، وتشييع جثمانه بالشكل الذي يليق به وبتضحياته وبتفانيه في خدمة الجزائر، وكمحاولة لتعويض الخطأ الجسيم بعدم تحقيق أمنيته الأخيرة بالعودة إلى أرض الوطن ليعيش آخر أيامه به.
لم تتوان جمعية حراء بالقيام بكل الإجراءات الإدارية *والمالية* اللازمة لنقل جثمان المجاهد جمال قنان إلى أرض الوطن، حيث يترقب وصوله غدا الاحد عبر تركيا، رفقة *جثمان* أحد أفراد الجالية الجزائرية والمدعو إلياس تبيب المولود يوم 10 أوت 1977، الذي وافته المنية بالعاصمة البريطانية لندن.
كما تكفلت الجمعية بتغسيل المرحومين وإقامة صلاة الجنازة عليهما، ولم تغفل حتى على إطعام الحاضرين كصدقة على روحهما.
هذا وتتقدم جمعية حراء والصحيفة الإلكترونية اللندنية “ألجيريا برس أونلاين” بالشكر الجزيل لعائلتي المرحومين على إعطائهما شرف التكفل بكل المراحل، كما لا تنسى جمعية”حراء”تقديم الشكر للقنصلية الجزائرية بلندن وعلى رأسها القنصل العام السيد عبد الكريم بحا الذي تنقل شخصيا من اجل تقديم العزاء الى عائلة المجاهد الرحل.
وقد حضر جمع غفير من الجالية صلاة الجنازة التي اقيمت في ناحية ”فالتهم”غرب لندن بعد صلاة الجمعة.
كما تنقل السيد فارس رحماني نائب الجالية عن المنطقة 4 ماعدا فرنسا الذي عبر عن شكره وامتنانه لجمعية حيراء واعضاء الجالية.
وفي الإطار نفسه صرح الأستاذ الجامعي” الياس بوكرامي” ان الجالية الجزائرية عرفت قفزة جديدة و قدرات نوعية من الجانب التنظيمي و بالخصوص جمعية حيراء التي لم تتوان دقيقة واحدة في التكفل بجنازة استاذنا المجاهد المرحوم الدي يعتبر رمز من رموز النضال والجامعة الجزائرية، كما نبه الاستاذ الياس عن تزامن تاريخ 20 اوت التاريخي بيوم الامس ووصية المرحوم ان الجزائر امانة في رقابنا.
كذلك شكر الاستاذ عماد قنان نجل المرحوم جمعية حيراء، القنصلية الجزائية وكل اعضاء الجالية الذين وقفوا بجانب العائلة دون ان ننسى وزير المجاهدين الذي كان في تواصل دائم مند يوم الوفاة.
وكان قد توفي الأسبوع الماضي المجاهد والمؤرخ جمال قنان عن عمر ناهز 85 سنة وآخر أمنيته أن يمضي آخر أيامه في حضن وطنه الذي قدم شبابه من أجل استقلاله، إلا أن جائحة فيروس كورونا اللعين الذي سبب في خلق الحدود،و مناشدة السلطات البلاد أبت إلا أن تحرمه من هذا الحق ليتوفى المجاهد بعيدا في بلاد المهجر و في أحد المستشفيات البريطانية يوم 13 أوت 2021، وبعدها اكتفت وزارة المجاهدين ببرقية تعزية يتيمة.
للإشارة ولد جمال قنان سنة 1936 ببلدة قنزات ببني يعلى ولاية سطيف، والتحق بصوف التورة التحريرية سنة عام 1955. تحصل الأستاذ جمال قنان على شهادة ليسانس في التاريخ من جامعة القاهرة سنة 1958. كان الإلحاح في طلب العلم إحدى مميزات شخصية المجاهد جمال قنان، حيث فضل الدراسة عن أي مطلب، فالتحق بجامعة السوربون سنة 1963 لتحضير درجة الدكتوراه ليتحصل عليها سنة 1970. عين المرحوم سنة 1971 رئيسا لقسم التاريخ بجامعة الجزائر، فمديرا لمعهد العلوم الاجتماعية سنة 1979، كما له العديد من المؤلفات والاسهامات في الصحافة الوطنية.