إعلام وطني في زمن الاستهداف...وصوت لا يساوم

إعلام وطني في زمن الاستهداف...وصوت لا يساوم
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

يواجه الإعلام الجزائري، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، تحديات غير مسبوقة، تفرض عليه أدوارا جديدة تتجاوز مجرد نقل الخبر، نحو المساهمة الفعلية في حماية السيادة الوطنية والتصدي للحملات المغرضة، في ظل واقع إقليمي ودولي متقلب.

وفي هذا السياق،يحظى الإعلام الوطني  بدعم مباشر من مؤسسات الدولة، خاصة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أعلن عن قرارات تاريخية لصالح الصحفيين، وحرص على اللقاء الدوري مع مسؤولي المؤسسات الإعلامية، للاستماع لانشغالاتهم وتصوراتهم التطويرية.

وتنفيذا لتوجيهاته، نظمت وزارة الاتصال خلال الأسابيع الماضية لقاءات جهوية في أربع ولايات كبرى، بحثت واقع المهنة وسبل بناء إعلام احترافي يشكل جبهة وطنية موحدة، قادرة على مواجهة التحديات، خاصة ما يتعلق بالإنتاج الإعلامي الوطني ومواكبته لقضايا المرحلة.

وبهدف ضبط المهنة وفق معايير دولية، أعلن وزير  الاتصال محمد مزيان عن استكمال جميع النصوص التنظيمية المرتبطة بقوانين الإعلام، بما يشمل الصحافة المكتوبة، الإلكترونية، والسمعي البصري، إضافة إلى استحداث قانون أساسي خاص بالصحفي، يحدد حقوقه وواجباته، ويؤسس لممارسة مهنية أخلاقية ومسؤولة.

كما ينتظر قريبا تنصيب المجلس الأعلى لأخلاقيات المهنة، تزامنا مع إعادة تفعيل صندوق دعم الصحافة وتكوين الصحفيين، في خطوة اعتبرها المختصون رهانا استراتيجيا لبناء إعلام جزائري قوي ومؤثر.

وفي مواجهة الآلة الدعائية الأجنبية، بدأت ملامح تشكل جبهة إعلامية وطنية تتبلور، مدعومة بوعي مهني متزايد، تستهدف الدفاع عن صورة الجزائر ومواقفها المشرفة، ومجابهة المنصات المأجورة التي تحولت إلى أدوات ضغط سياسي وإيديولوجي ضد الدول المستقلة.

اليوم، لا تملك الصحافة الجزائرية طرف الحياد، بل هي مطالبة بلعب دورها الكامل في التحليل، التوضيح، والتصدي، خدمة للحقيقة، واحتراما للمسؤولية المهنية، ووفاءً لرسالة الإعلام كسلطة تنوير وطنية.