جامع الجزائر يحيي ذكرى 8 ماي: مقاومة الفكر كانت أبلغ من الرصاص

جامع الجزائر يحيي ذكرى 8 ماي: مقاومة الفكر كانت أبلغ من الرصاص
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

احتضن المركز الثقافي لجامع الجزائر، هذا الخميس، ندوة تاريخية بمناسبة الذكرى الـ80 لمجازر 8 ماي 1945، تحت شعار: "بين قيم الشهادة والوفاء"، إحياءً لليوم الوطني للذاكرة واستحضارا لأرواح عشرات الآلاف من الشهداء الذين قضوا في المجازر الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي المجرم ضد المدنيين العزل.


وفي كلمة وصفت بالقوية والعميقة، أكد فضيلة الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، أن ما جرى في 8 ماي لم يكن مجرد "حوادث" كما أرادت فرنسا تسميتها، بل جرائم إبادة جماعية ممنهجة تمت بعلم ودعم الدولة الاستعمارية، وأنها شكلت بداية حقيقية لتحول جذري في مسار الكفاح من المطالبة إلى المواجهة.


وبالمناسبة التاريخية،ركز فضيلته على دور المقاومة الفكرية والدينية التي مثلتها الزوايا والمساجد والمدارس القرآنية، مؤكدا أن الجزائريين قاوموا الاحتلال ليس فقط بالبندقية، بل بالقلم والقرآن واللسان، وهي مقاومة روحية زرعت في النفوس معاني التحدي، وحمت الهوية من الذوبان.


كما أشار إلى تقارير استخباراتية فرنسية وثقت مخاوف الاحتلال الفرنسي المستدمر،من نشاط الأئمة وحلقات التعليم الديني، التي كانت تزرع في الناشئة روح العداوة للاستعمار وتغذي العزم على التحرير.

وعرفت الندوة مشاركة نخبة من المجاهدين والمؤرخين والباحثين الذين قدموا مداخلات حول دور الذاكرة في بناء الوعي الوطني، وأهمية ربط الأجيال الجديدة بتاريخ بلادها من خلال المؤسسات الدينية والعلمية.

واختتمت الندوة بالدعاء ترحما على الشهداء، وتأكيدا على رسالة الوفاء التي يحملها جامع الجزائر، كصرح علمي وروحي يحتضن الذاكرة ويجدد العهد مع الوطن.