الكهرباء الجزائرية تغذي 14% من الطلب التونسي

الكهرباء الجزائرية تغذي 14% من الطلب التونسي
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

كشفت بيانات صادرة عن المرصد الوطني التونسي للطاقة والمناجم أن تونس زادت من اعتمادها على واردات الكهرباء من الجزائر لتغطية احتياجاتها المحلية، حيث بلغت حصة الكهرباء المستوردة من الجارة الغربية نحو 14 بالمائة من إجمالي الاستهلاك الوطني للكهرباء حتى نهاية شهر فيفري الماضي.

ويأتي هذا الرقم في سياق مؤشرات متصاعدة على تنامي هشاشة المنظومة الطاقوية التونسية، والتي لا تزال تعتمد بشكل شبه كلي على الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، بنسبة بلغت 96 بالمائة من إجمالي الإنتاج، وفق ما أفاد به المرصد في نشرته الشهرية الخاصة بشهر فيفري 2025.

ورغم تسجيل ارتفاع في إنتاج الكهرباء المحلي بنسبة 2 بالمائة على أساس سنوي، ليبلغ 2798 جيغاوات/ساعة، إلا أن الإنتاج المخصص للاستهلاك المحلي تراجع بنسبة 2 بالمائة خلال نفس الفترة، ما يعكس وجود اختلالات في التوازن بين الإنتاج والتوزيع.

ومن جهة أخرى، أشار المرصد إلى تفاقم عجز ميزان الطاقة الأولية، الذي ارتفع بنسبة 14 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، ليصل إلى نحو 0.9 مليون طن مكافئ نفط. هذا العجز يسلّط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها تونس في تأمين حاجياتها الطاقوية في ظل تقلبات أسعار الطاقة إقليمياً ودولياً.

تعكس هذه الأرقام تصاعد اعتماد تونس على الجزائر كمزود رئيسي للطاقة، سواء عبر الغاز أو الكهرباء، وهو ما يعزز الروابط الاستراتيجية بين البلدين، لكنه في الوقت ذاته يسلط الضوء على محدودية الخيارات المحلية أمام الحكومة التونسية لتأمين استقلالها الطاقوي.

ويرى مراقبون أن هذا الوضع يستدعي تسريع وتيرة الانتقال نحو الطاقات المتجددة، وتكثيف الاستثمارات في البنية التحتية الطاقوية، خاصة في ظل التحديات المالية التي تواجهها شركة الكهرباء والغاز (STEG) وارتفاع كلفة دعم الطاقة في الميزانية العامة.