سجلت بريطانيا رقما قياسيا جديدا في عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أراضيها عبر القنال الإنجليزي خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، في تطور يثير القلق السياسي والاجتماعي داخل الأوساط البريطانية والدولية.
وبحسب الأرقام الأولية الصادرة عن وزارة الداخلية، بلغ عدد الواصلين 8,064 مهاجرا حتى الآن، من بينهم 656 شخصا تم تسجيل عبورهم يوم السبت وحده، وهو أعلى رقم يومي لهذا العام حتى الآن. هذا الرقم تجاوز بالفعل نظيره خلال نفس الفترة من عام 2024، والذي بلغ آنذاك 7,567 مهاجرا.
القفزة تعادل زيادة بنسبة 46% مقارنةً بنفس الفترة العام الماضي، و65% مقارنة بعام 2023، ما يعكس تسارعا كبيرا في وتيرة العبور رغم محاولات الحكومة المتكررة للحد من هذه الظاهرة.
ويأتي ذلك في ظل تكثيف الجهود الحكومية لمكافحة شبكات تهريب البشر، حيث تعهدت وزارة الداخلية البريطانية بعدم التهاون مع "العصابات التي لا تهمها حياة الناس بل المال فقط"، مؤكدة على خطط لإصلاح شامل في نظام اللجوء، يشمل تشديد إجراءات الترحيل وتعزيز مراقبة الحدود.
من جهتها، أنقذت خفر السواحل الفرنسية 50 مهاجرا كانوا في قوارب غير صالحة للإبحار، بينما رفض آخرون المساعدة وأصروا على مواصلة الرحلة المحفوفة بالمخاطر نحو الضفة البريطانية.
رغم كل التحذيرات، لا تزال قوارب الهجرة تبحر من سواحل شمال فرنسا، حاملة قصصا فردية يتقاطع فيها الأمل بالبقاء مع خطر الغرق...في مشهد بات عنوانا للأزمة الإنسانية والسياسية التي تعصف بالقارة.