-
APO NEWS - 19 نوفمبر 2025 - على الساعة :15:32
تظهر أحدث الأرقام الصادرة حتى جويلية 2025 صورة أكثر تعقيداً لحركة الهجرة نحو المملكة المتحدة، بعيدا عن العناوين السياسية المثيرة.فبحسب البيانات المنشورة، أصدرت بريطانيا 834,977 تأشيرة لدخول البلاد لأغراض العمل والدراسة ولمّ الشمل والاعتبارات الإنسانية، مسجلة تراجعا يقارب الثلث مقارنة بالعام السابق.
وتصدر الهنود قائمة الجنسيات الأكثر حصولاً على التأشيرات بواقع 165,970 تأشيرة (19.9%)، تلاهم الصينيون بـ 114,128 تأشيرة (13.7%)، ثم الباكستانيون بـ 69,580 (8.3%)، والنيجيريون بـ 45,966 (5.5%). هذه التركيبة، وفق تقارير The Independent، تعكس تحولا متسارعا نحو تدفق مهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي، خصوصا من الدول التي ارتبطت بريطانيا معها بخطوط هجرة مهنية وتعليمية متنامية.
وفي المقابل، سجل العبور غير النظامي ارتفاعاً لافتاً، حيث رصدت وزارة الداخلية البريطانية 48,478 مهاجراً وصلوا عبر طرق غير قانونية خلال الفترة نفسها، وكانت الجنسية الأفغانية الأكثر تمثيلاً بينهم بنحو 6,589 شخصاً (13.6%).
هذه الأرقام، بتفاصيلها الدقيقة، تكشف أن الهجرة إلى بريطانيا ليست كتلة واحدة، بل مزيج من المسارات القانونية وغير القانونية، والدوافع الاقتصادية والتعليمية، والضغوط الإنسانية والجيوسياسية. ففي الوقت الذي شددت فيه لندن سياساتها بعد البريكست، حافظت على جاذبيتها للمهارات الدولية وللطلبة الأجانب، مقابل استمرار موجات الهجرة غير النظامية بفعل الاضطرابات العالمية.
وتشير التراجع بنسبة 32% في التأشيرات الممنوحة إلى تأثير التشريعات الجديدة وإعادة تشكيل سوق العمل والهجرة، بينما يبرز استمرار تدفق الجنسيات الآسيوية كعلامة على تحول طويل المدى في بوصلات الهجرة العالمية نحو بريطانيا.
