جاري تحويل الكتابة إلى نص ..
تكشف منشورات متداولة على منصات بريطانية، بينها تعليق لعنصر الإطفاء البريطاني تيموثي رودولف، عن مفارقة صارخة في طريقة تناول بعض وسائل الإعلام لقضيتين تخصان مواطنين من أصل جزائري.في الحالة الأولى، يبرز الإعلام الانتماء الجزائري لمتهم فورا في عناوينه. وفي الحالة الثانية، وعندما يكون الجزائري بطلا أنقذ أرواحا خلال عملية طعن جماعية، تختفي الإشارة إلى جنسيته تماما.
الصورة الأولى التي نشرتها إحدى القنوات البريطانية ركزت على عبارة "Algerian sex offender"، بينما الصورة الثانية لوسيلة إعلامية أخرى تشير إلى عامل قطار "أنقذ أرواحا" دون أي ذكر لخلفيته الجزائرية، رغم تداول اسمه وصورته. هذا التناقض دفع رودولف إلى القول إن الإعلام "يصنع سردية محددة وخطيرة"، مشيراً إلى أن إبراز الجنسية يستعمل فقط عندما يكون الخبر سلبيا.
القضيتان تزامنتا مع حادثة الإفراج "بالخطأ" عن مواطن جزائري موقوف في بريطانيا، ما أعاد طرح أسئلة حول كيفية تصنيف الإعلام والحكومة للوقائع المتعلقة بالأجانب، وخصوصا المنتمين إلى الجاليات المغاربية.
المراقبون يرون أن هذا النمط المتكرر يعكس انتقائية في صياغة العناوين وتوجيه الرأي العام، حيث تستَغل الجنسية في الأخبار السلبية كعنصر لإثارة الجدل، بينما تمحى تماما عندما يحمل الخبر صورة إيجابية أو بطولية عن الشخص نفسه أو عن الجالية التي ينتمي إليها.
هذه الازدواجية لا تمس فقط بسمعة الجالية الجزائرية، بل تطرح أيضاً سؤالاً أوسع حول حياد الصحافة البريطانية وقدرتها على معالجة الأحداث بعيدا عن التحيزات الثقافية والسياسية. وتبدو الحاجة ملحة لإعادة تقييم معايير التحرير، وضمان أن تعامَل كل الهويات بالمعايير نفسها، سواء في سياق الإدانة أو في سياق البطولة.








