شهدت المنصة الرقمية الخاصة بامتحان التوظيف لدى مؤسسة بريد الجزائر خللا تقنيا مفاجئا، أثار موجة من الاستياء في أوساط المترشحين، ودفع السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات صارمة بهدف الحفاظ على مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع المشاركين.
وفي أول رد فعل رسمي، أعلنت وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية عن سلسلة من القرارات العقابية، تمثّلت في إنهاء مهام عدد من الإطارات السامية، من بينهم المدير العام لمجتمع المعلومات بوزارة الرقمنة، ومسؤول الأمن المعلوماتي بالوزارة، إلى جانب مدير نظم المعلومات بمؤسسة بريد الجزائر.
هذه الإجراءات جاءت عقب تسجيل اختلالات تقنية وصفت بـ"الجسيمة"، مست أمن وسلامة المنصة الرقمية الخاصة بالتوظيف، الأمر الذي أثّر على مصداقية المسار التنافسي وأحدث اضطرابًا واسعًا في صفوف المترشحين الذين عبّروا عن قلقهم من إمكانية المساس بمبدأ المساواة والعدالة في معالجة طلباتهم.
وفي خطوة لاحتواء الوضع، تقرر رسميًا تأجيل تنظيم الامتحان إلى موعد لاحق، يُعلن عنه بعد انتهاء امتحانات شهادة البكالوريا، مع التأكيد على ضرورة تسخير كل الإمكانات التقنية واللوجستية لإجراء امتحان يستوفي معايير النزاهة والشفافية.
بالتوازي، تم إرسال لجنة تفتيش وزارية إلى الهيئات المعنية قصد التحقيق المعمق في أسباب الخلل، وتحديد المسؤوليات بدقة، وهي خطوة تؤكد توجه الدولة نحو محاسبة كل من يثبت تقصيره في أداء مهامه، خاصة حين يتعلق الأمر بالخدمات الرقمية التي تُعد واجهة الإدارة الحديثة وأساسًا في علاقة المواطن بالمؤسسات.