الجزائر تصدر مذكرة توقيف دولية في حق كمال داود

الجزائر تُصدر مذكرة توقيف دولية في حق كمال داود
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

كشفت وزارة الخارجية الفرنسية، يوم أمس الأربعاء، أن السلطات الفرنسية تلقت إخطاراً من الجزائر يفيد بإصدار مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب كمال داود.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة، كريستوف لوموان، أن باريس "تتابع تطورات القضية عن كثب"، مؤكداً التزام فرنسا بحرية التعبير ومشيراً إلى أن داود "كاتب معروف ويحظى بالتقدير".

وتعود خلفية القضية إلى دعوى قضائية رفعتها الشابة عربان سعادة، الناجية الوحيدة من مجزرة إرهابية شهدتها الجزائر عام 2000، تتهم فيها داود باستخدام تفاصيل حياتها الخاصة دون إذن في روايته "حوريات"، التي نالت جائزة غونكور الفرنسية عام 2024.

 رواية "حوريات" وقضية الانتهاك

تعود جذور هذه الأزمة إلى دعوى قضائية رفعتها الشابة عربان سعادة، الناجية الوحيدة من مجزرة إرهابية مروعة وقعت في إحدى القرى الجزائرية عام 2000، خلال ما يعرف بالعشرية السوداء. وتتهم عربان الكاتب داود باستخدام تفاصيل من مأساتها الشخصية دون إذن أو استشارة، في روايته "حوريات" الصادرة سنة 2024 عن دار غاليمار الفرنسية، والتي حصدت لاحقاً جائزة غونكور المرموقة. وتؤكد الشابة في دعواها أن داود استغل قصتها الإنسانية، التي سبق أن روتها في تحقيق صحفي نشر في صحيفة جزائرية محلية عام 2011، وقام بإعادة صياغتها روائياً بطريقة تمس بخصوصيتها وكرامتها، دون مراعاة السياق أو طلب موافقتها.

رواية "حوريات" أثارت منذ صدورها نقاشا واسعا، لما تحمله من طابع أدبي جريء يعالج قضايا العنف الجسدي والنفسي في سياقات الحروب الأهلية، وخاصة العنف ضد النساء. وبالرغم من إشادة عدد كبير من النقاد الفرنسيين بها، فقد اعتبرها بعض الأصوات في الجزائر تجسيداً لنظرة "ما بعد استعمارية" تتغذى على سرديات الألم دون احترام لخصوصية الضحايا، ما فتح الباب أمام اتهامات باستغلال المعاناة كوقود إبداعي.