مناورات الأسد الإفريقي تنطلق.. والجزائر ترفض الانخراط

مناورات الأسد الإفريقي تنطلق.. والجزائر ترفض الانخراط
جاري تحويل الكتابة إلى نص ..

 قررت الجزائر عدم المشاركة في مناورات "الأسد الإفريقي" لسنة 2025، والتي تُعد من أكبر التمارين العسكرية متعددة الجنسيات في القارة السمراء، على خلفية مشاركة قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي ضمن النسخة الحالية التي تحتضنها أربع دول إفريقية هي المغرب، تونس، غانا، والسنغال.

ويأتي القرار الجزائري، الذي تم تأكيده من طرف مسؤولين في القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم)، خلال ندوة صحفية نظمتها السفارة الأمريكية بالجزائر عبر تقنية التحاضر المرئي، بمثابة موقف سياسي واضح ضد التطبيع العسكري المتنامي في المنطقة، لاسيما بين المغرب و"إسرائيل".

أكد مسؤولو "أفريكوم" أن الجزائر كانت من بين الدول المدعوة للمشاركة بصفة مراقب، إلا أنها رفضت العرض دون إغلاق الباب بشكل نهائي، حيث ما تزال الدعوة قائمة، حسب ما أوضح المتحدثون، الذين شددوا على أن للجزائر كامل الحرية في القبول أو الرفض.

هذا الموقف يعكس استمرار الجزائر في نهجها الثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفضها لأي تعاون عسكري مباشر أو غير مباشر مع الكيان الإسرائيلي، خاصة في ظل التطورات الأخيرة التي عرفها ملف التطبيع في شمال إفريقيا.

حضور إسرائيلي لافت ومناورات مغربية - "إسرائيلية"

القيادة الأمريكية أكدت بشكل صريح مشاركة وحدات من "جيش" الاحتلال الإسرائيلي في تمارين تجرى بالمغرب، ضمن إطار التعاون الثنائي بين الرباط وتل أبيب، الذي شهد تسارعا ملحوظا منذ استئناف العلاقات بين الطرفين في أواخر 2020.

وتعد هذه المرة من بين المناسبات النادرة التي تشارك فيها قوات إسرائيلية في مناورات عسكرية على أراضٍ إفريقية، ما يرفع من حدة التوترات الجيوسياسية، خاصة في منطقة المغرب العربي.

بعد الانتقادات التي طالت نسخة 2022 من مناورات "الأسد الإفريقي"، إثر اعتماد سيناريوهات عسكرية تضمنت أراضي الجزائر وليبيا كمسرح لعمليات ضد "عدو وهمي"، أكد مسؤولو "أفريكوم" أن المخطط الجديد تم تعديله لتفادي أي إسقاطات سياسية أو جغرافية قد تثير حفيظة الدول المجاورة.

وأوضح المتحدثون أن السيناريوهات الحالية ترتكز على تهديدات مفترضة قادمة من البحر، في إشارة إلى التركيز على محاور دفاعية بحرية بدل استعراضات برية قد تلامس خطوطا حمراء.

انطلقت فعاليات مناورات "الأسد الإفريقي 2025" في 14 أبريل الجاري بتونس، وتُجرى عبر مراحل تشمل دولا مختلفة، وتعرف مشاركة أكثر من 10 آلاف جندي يمثلون 52 دولة، ما يعكس طموحات واشنطن لتعزيز نفوذها العسكري والتنسيق العملياتي في القارة الإفريقية.

وتهدف هذه التمارين، وفق بيان القيادة الأمريكية، إلى تعزيز قدرات الجيوش المشاركة على مواجهة الأزمات المحتملة، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب، التدخل السريع، والإغاثة الإنسانية والطبية، وسط تصاعد التحديات الأمنية المرتبطة بالهجرة غير النظامية والجماعات المسلحة العابرة للحدود.

خلفيات قرار الجزائر.. موقف مبدئي أم رسالة سياسية؟

يرى مراقبون أن رفض الجزائر للمشاركة يتجاوز مجرد اعتراض على حضور إسرائيلي، ليشكل رسالة دبلوماسية متعددة الأبعاد، أولها رفض التطبيع العسكري الإقليمي، وثانيها التعبير عن تحفظات الجزائر المتكررة بشأن الأدوار العسكرية المتنامية للولايات المتحدة في شمال وغرب إفريقيا.

ويأتي هذا الموقف في وقت تتكثف فيه التحركات العسكرية الغربية في منطقة الساحل والصحراء، وسط تحولات كبرى تعيشها القارة من حيث التموضع الاستراتيجي للقوى الكبرى، وتراجع دور بعض الفاعلين التقليديين مثل فرنسا.