قال وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، إن النظام العالمي المعاصر، بشقيه السياسي والاقتصادي، يشهد تدهوراً مقلقاً وتراجعاً واضحاً في المبادئ التي يفترض أن تحكم العلاقات الدولية، مشدداً على أن الشرق الأوسط والقارة الإفريقية كانتا — ولا تزالان — الأكثر تضرراً من هذا الانهيار.
وجاءت تصريحات عطاف، عقب استقباله من قبل الرئيس التونسي قيس سعيّد، أمس الأربعاء، حيث سلط الضوء على عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، على رأسها القضية الفلسطينية، التي وصفها بأنها تعيش أخطر مراحلها، بعدما أصبح التهديد الذي يحدق بها "تهديداً وجودياً بامتياز".
وقال الوزير: "نحن نعيش على وقع تسابق محموم على الإجهاز على القضية الفلسطينية، بدل السعي الجاد نحو حلها وفق ما أقرته الشرعية الدولية منذ أكثر من ثمانية عقود".
أما على الصعيد الإفريقي، فقد عبّر عطاف عن قلقه العميق إزاء ما أسماه بـ"تردٍ مقلق من كافة النواحي، الأمنية والسياسية والاقتصادية"، مشيراً إلى اتساع رقعة النزاعات والأزمات والحروب التي باتت تطغى على المشهد في مختلف أركان القارة، وخاصة في منطقة الساحل الصحراوي.
وفي ظل هذا السياق المتأزم، أكد عطاف على أهمية الشراكة الجزائرية-التونسية، قائلاً: "التنسيق بين بلدينا لم يعد ضرورة فحسب، بل أصبح حتمية لا غنى عنها"، مشدداً على أن "الاتصال والتواصل بين الجانبين لم ينقطع يوماً".
وأضاف: "نحن نعتبر أنفسنا في خندق واحد، نسرّ لسرور الأشقاء في تونس ونتألم لما يصيبهم"، مشيراً إلى أن هذا الانسجام ينعكس بوضوح في مواقف البلدين المتوافقة، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو بملفات إقليمية ودولية أخرى في محيطهما المشترك.