وسط مشاركة دولية واسعة، شهدت العاصمة البريطانية لندن اختتام أعمال المنتدى الدولي الرابع والثلاثين للحبوب (IGC)، الذي يعد هذه السنة تحت رئاسة الجزائر للدورة الحالية 2024-2025، في خطوة تعكس مكانة الجزائر المتنامية في إدارة الملفات الاستراتيجية المرتبطة بالأمن الغذائي العالمي.
وقد كان حضور الوفد التونسي لافتا خلال فعاليات المنتدى، حيث ترأسه السيد عز الدين بن الشيخ، وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، الذي عبّر في تصريح خصّ به الصحيفة اللندنية الإلكترونية "ألجيريا برس أونلاين" عن أهمية هذا الحدث بالنسبة لتونس، قائلا:
"سعيد جدا بمشاركة تونس في هذا المنتدى الهام، وأشكر الجزائر على إشرافها المتميز على هذه الدورة التي أتاحت لنا الفرصة للتعبير عن رؤيتنا وتطلعاتنا في تحقيق الأمن الغذائي."
وأضاف الوزير أن تونس، وبعد خمس سنوات متتالية من الجفاف، تعمل جاهدة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح الصلب، من خلال استصلاح الأراضي، وتوسيع الزراعات الاستراتيجية، ومواصلة الجهود لتكوين مخزون استراتيجي يغطي من شهرين إلى أربعة أشهر لمواجهة المتغيرات المناخية والاضطرابات الجيوسياسية.
وأوضح بن الشيخ أن تونس تأثرت بشكل مباشر بالأزمات العالمية، على غرار الحرب في أوكرانيا، وجائحة كوفيد-19، مشيرا إلى أن التحديات المناخية وندرة المياه أصبحت واقعا يفرض التحرك العاجل نحو اعتماد أصناف حبوب أكثر قدرة على التأقلم.
وختم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن "تحقيق الأمن الغذائي بات مشروعا قوميا في تونس، لا يقبل التأجيل"، داعيا إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات المشتركة.
هذا، وقد شكل المنتدى منصة بارزة لتبادل الرؤى بين المنتجين والمستهلكين، بمشاركة وزراء وممثلين من دول كبرى مثل بريطانيا، كندا، أوكرانيا، وكينيا، إلى جانب كبار المسؤولين في المنظمات الدولية المختصة، في ظل رئاسة جزائرية ساهمت في إعطاء دفعة جديدة للحوار حول مستقبل تجارة الحبوب العالمية.