شهد مقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، صباح اليوم، مراسم رسمية لرفع العلم الوطني الجزائري، إيذانا ببدء عضوية الجزائر في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي لمدة ثلاث سنوات.وتعد هذه الخطوة اعترافا رسميا من الهيئة القارية بعضوية الجزائر في هذا الجهاز المحوري المكلف بالحفاظ على السلم والأمن في إفريقيا.
وسط أجواء احتفالية مهيبة، جرت المراسم بحضور عدد من السفراء والدبلوماسيين وممثلي الدول الأعضاء، إضافة إلى مسؤولي مفوضية الاتحاد الإفريقي. وارتفع العلم الجزائري خفاقا إلى جانب أعلام الدول الأعضاء الأخرى، مجسداً عودة قوية للدبلوماسية الجزائرية إلى واجهة الفعل الإفريقي المشترك في مجال الأمن والاستقرار.
وتأتي عضوية الجزائر في مجلس السلم والأمن في ظرف إقليمي بالغ التعقيد، يتميز بتصاعد التهديدات الأمنية في منطقة الساحل، وتفاقم النزاعات المسلحة في مناطق متفرقة من القارة، بما في ذلك القرن الإفريقي والبحيرات الكبرى. وتمثل الجزائر، بثقلها السياسي والعسكري والدبلوماسي، فاعلاً مركزياً في معادلات الأمن الإفريقي، خاصة بفضل تجربتها في مكافحة الإرهاب وتسيير الأزمات المعقدة.
وفي كلمة ألقاها ممثل الجزائر الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، أكد أن انضمام الجزائر إلى المجلس "ليس مجرد تكليف دبلوماسي بل مسؤولية تاريخية تحتم تعزيز الجهود الجماعية من أجل إفريقيا مستقرة وآمنة". وأضاف أن الجزائر "ستواصل الدفاع عن الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل".
ومن المنتظر أن تطرح الجزائر، خلال فترة عضويتها، مجموعة من المبادرات لتعزيز آليات الوقاية من النزاعات وتسوية الخلافات سلميا، إضافة إلى مقترحات لتفعيل دور المجلس في مراقبة بؤر التوتر، وتقييم فعالية بعثات حفظ السلام الإفريقية، وتطوير الشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الأممية والدولية.