الوطني

الدستور القادم سيعكس الإرادة الغالبة لأبناء الأمة

صرح وزير المجاهدين محمد شريف عباس هذا الأربعاء بمستغانم أن الدستور القادم سيعكس الإرادة الغالبة لأبناء الأمة،و أكد – في هذا السياق التاريخي – على ضرورة إعطاء كل مرحلة من تاريخ الجزائر ماتستحقه من التنقيب والبحث وتبليغ محتوياتها للأجيال بأقلام نزيهة بعيدة عن النوازع والأهواء المضللة بشكل يعرف بالجيل الاول للثورة ومعاناته مع اولوية مراجعة الكثير من الجوانب المنجهية لللبحوث والإستقراءات التاريخية .

وذكر وزير المجاهدين بالسياق الذي ياتي فيه إحياء ذكرى مجازر الثامن ماي 1945 والجزائر تستعد لتتويج المرحلة الإصلاحية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من خلال تعديل الدستور وقبلها مجموع الإصلاحات الهيكلية والقطاعية التي تتسم كما قال بالديمومة وتلبية متطلبات الوطنية في الوقت الحاضر والمستقبل المنظور.

وبصياغة دستور سيعكس الإرادة الغالبة لأبناء الأمة وبناء مؤسسات مقتدرة ومتسقة مع روح العصر وتطوراته المتسارعة.

وببلدية النكمارية التي تظل شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها المستعمر الفرنسي محرقة الظهرة أبرز الوزير شناعة الجريمة وهمجية الإستعمار.

و قال عباس في كلمة ألقاها ببلدية “نقمارية” بشرق الولاية بمناسبة إحياء الذكرى ال 68 لمجازر 8 ماي 1945 “ان الدستور القادم سيرسي لبنات الأساس لمؤسسات وطنية مقتدرة و قارة ومنتسقة مع روح العصر و تطوراته المتسارعة في مختلف المجالات“.

و ذكر أن رئيس الجمهورية “حسم قبل سنتين تقريبا في أولويات إصلاحية باتت تفرض نفسها و وفرت شروط أفضل لميلاد دستور سيكون مستوفيا لكافة الضمانات الشرعية و قادرا على تاطير حياة الأمة و العلاقات بين مختلف المؤسسات“.

و أضاف محمد شريف عباس أن “الوصول إلى دستور بالمستوى الذي تطمح إليه الأمة يحتاج إلى وقت للحوار و الإستماع و جمع الآراء المختلفة و هو ما تم إنجازه طوال المرحلة السابقة بالتوازي مع الدخول في وتيرة عالية من العمل على الصعيد الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي“.

كما أبرز وزير المجاهدين أنه “من مصلحة الجزائريين المزاوجة بين سعيهم للزيادة في فائض القيمة في الإقتصاد و تحقيق أعلى معدلات النمو و المحافظة في ذات الوقت على مقوماتهم الذاتية و منها ما يتميزون به من خصوصية في التاريخ و التي تحفزهم و تحثهم على العمل و التطور أكثر فأكثر“.

و يرى عباس أن “هذه الخصوصية هي التي تحد من أضرار الإستيلاب الذي لعب و ما يزال يلعب في الكثير من البلدان دورا أساسيا في اعادة إنتاج علاقات التبعية”. و للتذكير أشرف وزير المجاهدين بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري و القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم إلى جانب السلطات الولائية ومجاهدين و جمع من مواطني بلدية نقمارية على تدشين جدارية حول محرقة مغارة الظهرة من إنجاز الفنان النحات علي بوخالفة.

كما زار بالمناسبة المغارة التي لجأ اليها الجزائريون هربا من بطش الإستعمار الفرنسي و كذا متحفا أقيم بجوار المغارة يعرض بقايا عظام شهداء هذه المجزرة و أواني فخارية و تحف لها صلة بتلك الفترة و كتبا حول تاريخ الجزائر.

كما زار الوزير معرضا للوحتين تشكيليتين حول هذه المجزرة و آخر للصور حول مجازر 8 ماي 1945. وللتذكير فان “محرقة الظهرة” التي وقعت ب”نقمارية” قرب مستغانم يومي 19 و 20 جوان 1845 قام بها السفاح الفرنسي “بيليسي” الذي أباد قبيلة “أولاد رياح” داخل مغارة “الفراشيح” باضرام نيران حولها. و قد خلفت هذه الجريمة الشنعاء في حق الجزائريين حوالي 1000 شهيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى